-A +A
أريج الجهني
«يا رجال خلك منه ذا ما عنده سالفة»، نعم تخيل أن يكون هذا الانطباع الذهني السلبي عنك! قد يخجل الناس أن يخبروك بذلك، لكن نعم يحدث أن لا يأخذك الناس على محمل الجد بل حتى نفسك قد لا تأخذها بشكل واقعي، جيسون ديمرز -أحد مديري التسويق والإعلام- يطرح ٧ عادات إن مارستها سيصبح الناس أكثر تقديرا لك وسيأخذون أفكارك ومقترحاتك على محمل الجد، سأختصرها بعناوين: الوصول مبكرا، كن واثقا، أصمت حتى تجد شيئا يستحق القول، انتبه للغة الجسد، استعد أكثر من المطلوب، اقرأ الأخبار، أخيرا كن متواضعا. قد تبدو هذه العادات بسيطة أليس كذلك؟ لكن أكاد أجزم أن الكثير منا لا يمارسها بالشكل المطلوب.

تخيل أن تتأخر عن عملك، أو أن تقصر في الرد على فريقك خلال ساعات العمل، بالتأكيد أن الحضور المبكر له دلالته، وشخصيا أجد أن الشخصيات الصباحية أكثر إنتاجية من تلك الكائنات القابعة خلف مخادعها لوقت متأخر، الحياة لا تحتمل التأخير، والميكانيزم الذي نعيشه اليوم لا يحتمل الكسالى باختصار، أما عن الثقة فحدث ولا حرج فالبعض ليست مشكلتهم عدم الثقة بل مشكلتهم الكبرى الإفراط بها، فمدرسة «أنت ما تريد» وفانتازيا العمالقة والطاقات لا تزال تنافس العلم والمهنية، وحتى نتحلى بالثقة علينا أن ندرك أن الثقة قوامها ثلاثة؛ العلم والخبرة والتواضع، فلا يمكن أن تكون واثقا وأنت جاهل أو هش أو متكبر!


بخصوص الصمت أجد أنه خيار جيد دائما، خاصة إن كان المستمع خبيرا، البعض يتحدث بتفاهات ويتوهم أنه يضيف للآخر تسطيح الخطابات جعل الكثيرين يتوهمون أن التحدث أمر سهل، وهو بالفعل أصعب بكثير مما نظن، تأتي لغة الجسد التي معرفتها تنقذك في أن تنسحب من النقاش قبل أن ينصرف عنك المستمع، مشكلة حقيقية عندما لا تجيد قراءة رسائل الآخر ولا تستعد بالقدر المطلوب، وهنا سأقدم روشتة صغيرة جدا (اقرأ، حلل، أكتب) في إحدى دورات أستاذي طارق الحميد كان يحمل معه نوتة صفراء ويدون عليها ما يقول وما يقال وحث الحاضرين على التدوين، ويمكنك أن تقارن ببساطة بين ما يقوله الأستاذ طارق (بدقة) وبين ما يقوله الآخر.

أخيرا قبل أن أسأل «هل تقرأ الأخبار» سأقول «من أين تقرأ الأخبار» فكلنا يعلم (آفة الأخبار رواتها) ومن المخيف أن تجد البعض يتفاخر بأنه لا يقرأ الصحف، ليعري جهله ويراهن على معارك خاسرة، فالصحافة هي مطبخ الخبر ومنها يسير الوعي، الإعلام الجديد أو القديم كل هذه المهاترات التي تعكس مفلسي معتنقيها لا تهمني كقارئ، يهمني العمل الصحفي الرصين، وشاهدنا كيف انتصرت الصحافة في الأسبوع الأخير في مناقشة قضايا اجتماعية ساخنة تم تأجيجها وتحريفها عن مسارها من البعض، رغم هذا التصحيح ظل البعض يساوم ويستشرف وهنا لا أجد عزاء سوى أن نقول إن الجادين ومن يأخذون أنفسهم على محمل الجد لن يغريهم تايم لاين ولن يجذبهم هاشتاق! أو كما يقول أمجد المنيف «كل يرى الناس بعين سناباته». دمتم بجد وأمل.

كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com