-A +A
طارق الحميد
العنوان أعلاه هو ملخص حكم المحكمة الخاصة بلبنان، المدعومة من الأمم المتحدة، التي أدانت قيادياً من حزب الله بواقعة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهو العنوان المستحق، والتاريخي. وما قبله ليس كما بعده، حيث انتهت أسطورة الحزب الممانع، وترسخ واقع الحزب الطائفي الإجرامي.

وأهمية هذا الحكم الأممي تكمن أيضا بأنه رسخ حكم «محكمة الرأي العام» اللبنانية، والعربية، والدولية، بأن حزب الله هو القاتل. وليس مهماً هنا رد فعل أنصار الشهيد الحريري، أو اللبنانيين عموما، أو العالم العربي، والمجتمع الدولي، بل الأهم رصد ردود أفعال حزب الله القاتل. بالأمس تخبطت وسائل إعلام الحزب بين ادعاء الفرح بأن المحكمة لم تدن سورية، والحزب نفسه، وأن المحكمة منتهية الصلاحية! ومعلوم أن المحكمة ليست مخولة بإدانة دول وجماعات كونها «أقرب إلى ستة ونصف»، أي لا هي تحت الفصل السابع، ولا هي بعيدة عنه، بحسب مصدر مطلع، حيث كانت هناك تحفظات عند تأسيس المحكمة خشية أن تكون بمثابة سابقة، لكن القصة ليست هنا.


القصة هي أن قياديا بحزب الله هو من اغتال رفيق الحريري، وبحسب تفاصيل الحكم فإن عملية الاغتيال سياسية إرهابية، وأظهرت التفاصيل مدى تعقيدها مما يظهر أن الحزب جماعة متمرسة بالاغتيالات، والعنف.

والحكم أظهر أن النظام اللبناني الرسمي وقت اغتيال الحريري، وكان لبنان وقتها تحت سيطرة النظام السوري بحسب ما دونته المحكمة، كان متواطئا، حيث تم العبث بمسرح الجريمة، والأدلة، وهذا عمل لا يمكن أن يقوم به وحده الإرهابي سليم عياش قيادي حزب الله. ولفهم أهمية الحكم أكثر لا بد من تأمل السيناريو التالي. اليوم، أو بعد سنين، سيكون حال لسان العراقيين، مثلا، أن جماعات إيران هي التي تغتال الناشطين والساسة بالعراق، ليأتي الرد: وما الدليل؟ بينما في لبنان اليوم هناك دليل.

اليوم يستطيع أن يقول اللبناني، والعربي، والمجتمع الدولي، ووفقا لحكم أممي، إن قاتل رفيق الحريري هو قيادي بحزب الله التابع لإيران، والمدعوم من نظام بشار الأسد، وقتها، بينما هو الداعم للأسد الآن. الآن يعرف اللبنانيون، والجميع، أن حزب الله جماعة إرهابية فعلا، ومتطرفة، وطائفية، أقدمت على أخطر ضربة أمنية بحق لبنان حين قام أحد قيادييها باغتيال رئيس وزراء لبنان السني، الذي كان لا يعرف الطائفية، ولا يمارسها، كما فعل، ويفعل حزب الله. وورطة الحزب الآن أنه بحال كان ينفي فإن عليه تسليم الإرهابي قاتل الحريري إلى العدالة، وإلا فإن الحزب الآن، وفي أعين الجميع، وبحكم أممي، حزب طائفي قاتل تحميه إيران، وسلاحه ورجاله أصحاب طعنة غدر بحق لبنان، واللبنانيين.

tariq@al-homayed.com