-A +A
خالد السليمان
ما نشر عن فساد الهارب إلى كندا سعد الجبري لا يفاجئني، فقنوات الفساد دائما تمر بأمثاله في مواقع المسؤولية، وأكثر منه فسادا من جعله ممرا ليبدأ منه وينتهي به فساده، فنحن هنا لسنا أمام لصوص مال بل خونة وطن، أخلوا بأمانة المسؤولية ونهبوا المال العام !

كنا نهمس بأسماء الفاسدين، ونخشى سطوتهم، فقد سرقوا المال واستولوا على الجاه والسلطان أيضا، حملوا ألقاب المعالي وهم من أهل الوضاعة، وعندما تكشفت فضائح أعمالهم وتساقطت أوراق توتهم، وجاءت أوامر إعفائهم من مسؤولياتهم، كنا نتمنى أن نمشي وراءهم في الطرقات لنشير لهم ونصرخ فيهم بأعلى صوت بأنكم سراق الأموال والآمال.. سرقتم أموال الوطن وقتلتم آمال الشعب وطعنتم ثقة ولاة الأمر !


وليس أقسى من خيانة الغريب غير خيانة القريب يؤتمن على مسؤولية الأموال والأرواح وهو حارسها ومالك مفاتيح خزائنها ووارث أمانة حفظها فينهبها ويبددها دون وازع ديني أو أخلاقي أو اجتماعي !

وأقسى من ذلك كله أن نقع ضحية سحر أعمال كنا نراها براقة نحتفي بها فإذا هي مجرد أقنعة لوجوه قبيحة وأستار لنوايا لئيمة وغطاء لأعمال دنيئة، سخروا الإعلام والأقلام لها باسم الوطنية وخدعوا العقول المستبشرة والقلوب المطمئنة بأنهم بناة المستقبل ودروع حمايته فإذا هم لصوصه ومعاول هدمه !

باختصار.. للصوصية درجات أدناها الخسة وأعلاها الخيانة.. وهؤلاء حصلوا على جميع درجاتها !