-A +A
طارق الحميد
يقول أكار خلوصي، وزير الدفاع التركي، ومن ليبيا: «في البحر أو البر، أو حتى في الوطن الأزرق، في أي مكان لنا عليه سيادة، نقوم بكل ما علينا من واجبات». مضيفاً: «لنا مع المنطقة تاريخ مشترك يمتد لـ500 عام.. أجدادنا انسحبوا من المنطقة... وسنبقى هنا إلى الأبد».

ويقول خلوصي: «لا يشك أحد في موقفنا هذا، أو يعتقد بأننا سنتراجع عنه»، مضيفاً أن «على الجميع أن يفهم أنه لن يكون هناك أي حل في المنطقة يستثني، أو يستبعد تركيا». وعند تأمُّل هذا التصريح، ومع الأخبار التي تتوارد عن شروع الأتراك بتشكيل جيش ليبي، أي مليشيات، ومرتزقة.


وتذكر أن لتركيا ما يزيد على 40 قاعدة عسكرية بالمنطقة، وتدخلاً عسكرياً بسوريا، والعراق، إضافة إلى ليبيا، حينها سنعي أن منطقتنا باتت بين كماشتي تركيا وإيران؛ الإيرانيون في سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان. وتركيا في العراق، وسوريا، وليبيا، وقطر، وربما تتحرك حتى بمواقع أخرى.

ولذلك مدلولات، وتبعات، فالواضح الآن أن التحرك التركي بات على المكشوف، وتصريح الوزير خلوصي واضح جداً حيث يقول «لنا مع المنطقة تاريخ مشترك يمتد لـ500 عام.. أجدادنا انسحبوا من المنطقة...، وسنبقى هنا إلى الأبد». والإيراني لا يقول ذلك، بل إنه يقاتل علناً لفعل هذا الأمر.

يحدث كل هذا وسط صمت غربي مطبق، ومريب، وخصوصاً الأوروبيين، ورغم توغل الروس في المنطقة من سوريا إلى ليبيا، وقريباً سيكون للروس وجود بكل مكان، حيث بات من الواضح أن الغرب، وتحديداً الأوروبيين لا يتعاملون إلا مع ما هو على أرض الواقع فقط.

اليوم بات للأتراك مرتزقة، وانتشار عسكري، وباتوا قوة احتلال، مثلهم مثل إيران، والأكثر إثارة أن الأتراك عضو في الناتو، ورغم كل ذلك فلا موقف أوروبياً حقيقياً، أو أمريكياً، ولا مواقف غربية حقوقية، أو إعلامية، وكما يستهدفون السعودية، أو مصر!

والسؤال الآن هو أين مشروع دول الاعتدال الواضح، والمعلن؟ ولست ممن يقولون إنه لا بد أن تكون لدول الاعتدال ميليشيات، ومرتزقة. فلو فعلت دول الاعتدال ذلك فإن الأمر سينعكس علينا سلباً، والتاريخ أثبت ذلك، كما أثبت كيف تكاتف الجميع لإظهارنا بداعمي التطرف، والجماعات، واليوم نرى أن تركيا وإيران هما رعاة جماعات القتل، والتطرف، وتدمير الدول، ووسط صمت غربي!

نحن اليوم في أمس الحاجة لدعم المشروع الوطني العربي بالمنطقة، من اليمن لليبيا، ومن سوريا إلى العراق، مشروع أن بلاد العرب للعرب، وأن لكل دولة جيشها، ومؤسساتها، وعلمها، وليس حزبها، أو أحزابها، بل دول عربية مستقلة.

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com