-A +A
منى المالكي
لا يمكن القفز على واقع التغيير والتحولات المدهشة في زمن كورونا! العالم -دون استثناء- تحولت بوصلته لأماكن لم يمر بها يوماً، لعوالم مجهولة مخيفة كنا نهرب منها خوفاً في بعض الأوقات، وترفعاً في أغلبها.

تغيرت عادات واختلفت سلوكيات ومارسنا تقاليد لم نكن نتوقع مجرد توقع أن نقوم بها في يوم، وطقوس رمضان والعيد الشاهد الواضح الساطع على ذلك، بل عشنا تلك التقاليد ومضت المناسبات ونحن في أحسن حال ولم ينقص من بهجتنا شيء، إذن ماذا كنا نفعل ونحن نهدر الأموال على فطور للأقارب وسحور للصديقات وطلبات غريبة من انستغرام ودعوات العشاء في مطعم ظهر في مقطع سناب لمشهورة أردنا تجربة سمبوسة أو ورق عنب أو مشويات قمنا بإعدادها الآن في بيوتنا أثناء فترة المنع المجيد وفي زمن العزلة المباركة فاكتشفنا أنَّا كنا نعيش في وهم اسمه التقليد الأعمى!


والآن في زمن «شد الحزام» وهي خطوة مباركة في طريق طويل نحو تغيير ممارسات خاطئة من أهمها تغيير القاموس الاستهلاكي الذي لا يحتوي إلا على كلمة الشراء والشراء فقط، وهذا الاستهلاك الشره الذي نذهب معه إلى آخر حدود الطيش للأسف أصبح الجميع تحت رايته، فأضحى السيف المسلط على رقابنا الذي أضر بنا كثيراً، والدليل الآخر الذي يؤكد ما ذهبت إليه من سيرنا في طريق الوهم هو حفلات الزواج التي كنا نعيش عذاباتها قبل أفراحها من كميات الهدر الرهيبة في التقديمات للضيوف، غير قائمة العشاء المميز الذي يبدأ بمبالغ خيالية للفرد الواحد، فمن قائمة ألماسية إلى ذهبية الى فضية، ونعلم أن الضيفة الكريمة ستأكل بأقل من ربع القيمة والربع كثير! والورود والشموع غير تكاليف الصالات وصالونات التجميل والقائمة تطول.

الآن، كيف أصبحت أفراحنا؟ أترك المقارنة لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة وتسجيل كشف الحساب قبل كورونا والزواج في زمن كورونا!

كاتبة سعودية

monaalmaliki@