-A +A
هيلة المشوح
طوينا صفحة الصحوة بكل ما حملته تلك الحقبة من سواد وأسى وإقصاء وتصنيفات حسب الأهواء والرأي والجندر والفكر، وطوينا عقودا من هيمنة الرأي الأوحد الذي كان الإعلام بجميع مؤسساته ومن انتسب إليه حائطاً يتسلقه كل متشدد للتنفيس عن شذوذ فكره، ومرجماً يحذف فيه أقذع ما قد يمر على البشرية من مكارثيات وتحريض وتهديد وهدر للكرامة والإنسانية بلون الدم أحياناً!

يقول أحد عتاة المتشددين في نهايات صحوتهم البائدة مشيراً إلى قناة العربية «لو كانت قناة العربية في زمن النبوة ما اجتمع المنافقون إلا فيها، ولا أُنفقت أموال بني قريظة إلا عليها» هي ذاتها العربية التي أطلق عليها رموزه وأساتذته اسم «العبرية» وهم ذاتهم الذين أطلقوا على أهم منصات الوطن الإعلامية (خضراء الدمن، والوثن) وها أنذا أكتب لكم هذه الكلمات من عكاظ التي وصموها بـ«عكاز العلمانية» التي واجهت أعتى الحملات وتجاوزتها بقوة وثبات، وتصدت لأشرس الحملات ضد المملكة وصمدت أمام هجمات أبواق ومؤسسات الإعلام الخارجي المدفوع.


تفضل وزير الإعلام قبل أيام بتصريح شد اهتمامي مفاده أن «أداء الإعلام غير مرضٍ» والواقع أنه فعلاً غير مرض ليس له فحسب بل ولنا أيضا، فالإعلام هو الترسانة الناعمة للصد والمواجهة في معارك السياسة وحروب «الكلمة»، وهو القوة الرادعة أمام الهجمات الباغية الممنهجة والمستمرة، ولكن الإعلام ليس صحيفة ناجحة أو قناة متمكنة أو مطبوعة مؤثرة، بل منظومة متكاملة منوطة بالوزارة نفسها لرفع أداء جميع المؤسسات الإعلامية بالاقتراحات والتوجيه والهيكلة الشاملة والضامنة للتغيير ومواكبة المرحلة ودعم الكفاءات الإعلامية وسن الأنظمة للدعم والتمكين.

أجزم أن لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان طموحا ورؤية إعلامية تفوق ما يقدمه الإعلام بنسخته الحالية، وأجزم أيضاً بكل ثقة أن للإعلام نسخة جديدة سوف تنفض كل رواسب التقليدية وتنقلنا إلى مرحلة مغايرة لما نحن عليه، وأن الوقت قد أزِف لانطلاقة إعلامية تواكب حجم المملكة العربية السعودية السياسي وقوتها الاقتصادية ومكانتها الاستراتيجية وتأثيرها العالمي.. برأيي أنها مسألة وقت فقط!

كاتبة سعودية‏

hailahabdulah20@