-A +A
مي خالد
ناقشنا في المقال السابق أول سبب لعدم اعتبار الصين دولة فاشية أما السبب الثاني فهو:

لأن الفاشية تميل إلى منع الرأسمالية وعدم السماح لأعداء الدولة بالسيطرة وتتمتع بالكثير من الاشتراكية لمنع النمو الاقتصادي أو بهدف السماح لسلطة الدولة بالسيطرة الاقتصادية الكاملة، على سبيل المثال: يكره هتلر الرأسمالية ويحذر منها ويعتبرها مؤامرة يهودية، ودعا إلى تأميم التعليم والرعاية الصحية، لكن هتلر كان يكره الاشتراكية أيضاً ويرى أيضاً أنها مؤامرة يهودية حتى يتمكن اليهود من تثبيت زعيمهم في أماكن مثل ألمانيا للسيطرة على كل شيء. كما شجب موسوليني الاشتراكية وادعى أن الرأسمالية الحديثة تؤدي إلى النزعة الاستهلاكية المعادية للقومية وتحول دون اتحاد البشرية.


أساساً لن تشيد الحكومة الفاشية بالرأسمالية أو الاشتراكية، وبدلاً من ذلك ستخلق اقتصاداً مختلطاً في حين تدعي أنها أنشأت نظاماً فريداً تماماً.

كما تدعم الفاشية الحرب المستمرة إلى حد البقاء للأصلح وأن الدولة لا تكون ذات قيمة إلا إذا خاضت الحروب وبقيت أقوى دولة قومية.

وبالرغم مما تقوم به الصين في النيبال ولها تأثير مالي على أفريقيا، لكن الصين لا تخوض حروباً مباشرة مستمرة ضد دول أخرى أو تقول إن الدولة موجودة فقط لخوض حرب لا تنتهي للقضاء على خصومها المتصورين، فهي لا تتبع العقيدة الفاشية حقاً.

ختاماً: يمكننا ضرب المثال بداعش أو ما اصطلح على تسميته «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لفهم الفاشية حقّاً في آخر إصداراتها، فداعش يتبعون العقيدة الفاشية بشكل جيد لأنهم مجموعة أصولية تستنكر الرأسمالية الغربية وأفكاراً أخرى مثل الاشتراكية، وهي تعلن الحرب على العالم الغربي بأسره والمسلمين الآخرين الذين لا يتبعون معتقدهم، ويقاتلون في معركة «البقاء للأصلح» حتى سقوطهم أو سقوط الأعداء. وبهذا تجتمع فيها كل مقومات الفاشية المعروفة.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@