-A +A
أريج الجهني
الآن وفي نهاية الأسبوع السابع قرعت الوزارة الجرس لتعلن قرارها الذي كان ينتظره الكثير من الأهالي، اعتماد نتيجة الفصل الأول ونقل الطلاب للصفوف التالية، كان السؤال الأول الذي طرحه الكثير من الناس (لماذا الآن)؟

سأجيب كأم أولاً إن هذا القرار وتأجيله حتى اللحظة كان من أكثر قرارات الوزارة حكمة وحنكة وبعد نظر فهو جعل أطفالنا يقضون وقتهم في تكملة تعليمهم، واكتسبوا مهارات جديدة، وعاشوا تجربة معرفية خلاقة، ويحسب للوزارة أنها لم تجعل الطلبة في حالة سباتٍ، بل استنفرت طواقمها وبثّت عبر شبكاتها الدروس، وسخّرت إمكاناتها كافة لدعم العملية التعليمية وضمان سيرها، الوزارة لم تهدأ، من قبل لحظة إعلان الحظر وهي في حراك على أعلى المستويات، والاجتماعات لم تتوقف، وأنا أؤكد هذا هنا؛ لأن بعض الحسابات الوهمية الرديئة لم تتورع عن توجيه عبارات شعبوية بائسة تحارب العاملين في الميدان.


رغم هذا فقد تفوقت الوزارة في إدارة العملية التعليمية، سواء في التعليم العام أم العالي، واستمرت المحاضرات لدينا في الجامعات، وخلقت أيضاً رؤية مشرقة، وبنت توجهات متميزة تجاه التقنية، بل حضرنا مناقشات علمية وقرّبت المسافات بين الطلبة وأساتذتهم ولعلها أعطت فرصة لصانع القرار أن ينتهج هذا التعليم للسنوات القادمة ليمنح الطلبة من مختلف الأماكن والإمكانات وأولهم ذوو الاحتياجات الخاصة الفرصة لإتمام تعليمهم الجامعي، فالتعليم العالي يتسع ويحتمل هذا النمط الذي قد تكون الجامعة السعودية الإلكترونية سبقتنا به، لكن لا بأس بخلق سيناريوهات جديدة لقيادة التعليم الجامعي ونتكاتف جميعاً لريادة البحث العلمي.

هكذا تسير الأمور في وطننا بالحب والخير والدعم، قيادة حكيمة سخّرت كل ما تملك لخدمة المواطنين، وزارة التعليم ذات التركة الأكبر في العدد والمعنى قامت بدورها ولم يتوانَ معالي الوزير الدكتور حمد آل الشيخ عن دوره، بل استمر بشجاعته المعهودة وشفافيته وواجه الضغط الشعبي الذي رافق بداية الأزمة، وأثبت للجميع مهنية منسوبي الوزارة وإيمانه بفريقه. هذه التجربة بالتأكيد خلقت جسوراً جديدة ليست فقط بين الوزارة ومنسوبيها بل حتى بينها وبين الأهالي، بقي أن تفعل في الفصل القادم ما استفادت منه في هذا العام، وأن يكون هناك استمرار لهذا الحس المهني الذي لا يجامل والذي يجعل مصلحة الطالب فوق كل شيء.

مهم جداً في هذه المرحلة أن نبحث عن نقاط الاتفاق لا الاختلاف، عن الدعم لا التذمر وأن نقدم الحلول قبل النقد، وأن لا ندخر أي ثناء وأي كلمة شكر لكل طالب وطالبة وكل معلم ومعلمة وكل مربٍّ ومربية، وأولاً وأخيراً شكر قادتنا حفظهم الله على رعايتهم للمعرفة عبر التاريخ، نحن مجتمع متعلم ومجتمع يزخر بالعقول والطاقات، وسنخرج منتصرين بإذن الله سبحانه من هذه الأزمة لتكون من الماضي ونسابق المستقبل.

*كاتبة سعودية