-A +A
حمود أبو طالب
قبل أيام لمّح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى الإعلان قريباً عن مفاجأة سارة للشعب السعودي، وفعلاً جاء الخبر المفاجأة عن تطوير حقل الجافورة لإنتاج الغاز باحتياطيات تريليونية، وهذا من شأنه إحداث تغيير فعلي في موازين الطاقة العالمية بسبب مساحة الحقل ومخزونه الهائل، وهنا يجدر بنا تأمل بعض ردود الأفعال الإعلامية تجاه هذا الخبر، عربياً ودولياً، لربما نستخلص منها كيف ينظر الآخرون لشؤوننا، وكيف يتفاعلون مع الأخبار الإيجابية لدينا، وما هي حقيقة مشاعرهم تجاهنا.

الإعلام العالمي المتخصص وغير المتخصص أيضاً بدأ يحلل موازين الطاقة بعد الاكتشاف، ويستعرض المتغيرات التي ستحدث في السوق العالمية ومدى تأثر الأسعار والتنافسية المتوقعة، بموضوعية وحياد، وحتى إن كان هناك بعض التوجيه للمتلقي بمعلومة محددة فإنه في إطار الحديث الاقتصادي فقط. ولكن على مستوى الإعلام العربي لم تتحدث عن الخبر بالشكل الذي يستحقه كحدث عالمي سوى بعض الفضائيات لدول صديقة جداً وقريبة جداً منا، تكاد تكون منا وفينا. وأما غيرها من بلدان بني يعرب فكأن الخبر لا يعني أبداً دولة عربية شقيقة، أغفلوه أو مروا عليه بسرعة واختصار، وقد أصبح هذا مفهوماً لنا في الفترة الأخيرة بعد أن أظهر الكثير منهم حقيقة مشاعرهم تجاه المملكة.


هذا الصنف من بني يعرب امتلأ بداء الحسد البغيض لوطننا، كل خير جديد يمنحه الله لنا يصيبهم بالسعار، ولا يترددون في التعبير العلني عن أمنيتهم بزواله إذا لم يشاركونا فيه، رغم أننا شاركناهم في مواردنا واقتصادنا ومالنا منذ قامت المملكة، ولم نلمس منهم غير الجحود والنكران والإساءة، وكلما فعلوا ذلك زادنا الله من خيراته.

لهؤلاء نقول لقد تبينت حقيقتكم، والمملكة لديها الآن ما هو أهم من الالتفات لكم، لديها شعب يستحق الاهتمام به وليست مسؤولة عن رعونتكم في أوطانكم، وثرواتنا أحق بها وطننا وشعبنا، وليس الذين يمدون أيديهم مصافحين من أجل المصلحة ثم يطعنون ظهورنا من أجل مصلحة أخرى.

اللهم أدم علينا الخير، واصرف عنا شر من أحسنا لهم فأساؤوا لنا.