-A +A
وفاء الراجح
نحن..

‏كيف نبدأ؟! وإلامَ نصير بعد ذلك؟!


‏ «نحن» المربط، و«الحياة» الفرس بحواجزها التي تدربنا على القفز من فوقها، بجماهيرها التي تبتهج وتحزن عند الانطلاق أو الوصول، بساحتها التي شرعت صدرها لهذا السباق البشري الهائل.

‏لا يمكننا فصل نحن عن الحياة، ولا الحياة عن نحن.

‏هكذا جرى تكويننا، وهكذا انتمينا إلينا، وإليهم. وصار لنا كوكبٌ ومدار ومجتمع يتكاثر بالفرسان.

‏«نحن» بهذه القلة اللغوية، بهذا الاختصار البسيط صنعنا من كل نون، «نون» أخرى، تمتد إلى مليار نون، لا نهاية لها، ولا انقراض. تحفر «نون الآخر» بنا دوافع الوجود والعدم.

‏نون واحدة فقط، أمعن النظر بها حتى نشأت حاء «الحياة»

‏وظهر وميض كوكبنا، ورسم الذهن خارطة التفكير، بجغرافيتها التي كبرت بناء على تصور ذاتي مقياسه الرغبة.

‏صارت الحاء نبع ماء يفيض علينا حبا، حبيبا، حنينا، حيرة، حظا، حدا، حزنا، حرقة، حكمة، حرية تتسع لآلاف الطيور المحلقة.

‏تتجلى الحقيقة، وتتشكل «نَحْنُ» بكل حركات حياتها الهادئة والمستقرة. ننادي: تعال فتحا لأحلامنا التي استعمرها المُحال، لنضم أيامنا التي شتتها الضياع، لنكون سكونا أبديا، لا شيء يكسر نوننا إلا الموت.

‏إيديولوجيا نونية حين تصل إليها، يجب أن يكون مجيئك ذا دقة عالية يوازي «نحن» التي أنست وقوع «الحاء» بين حرفيها العميقين، المتشابهين، المتعلقين بحبل متين يسمى «الحياة».

‏حين تصل إليها تبدأ بك وتنتهي به، كأنه أنت، كأنك هو، كأنكما نون «نحن» وحاء «نحن» التي خلق منها كل شيء حي.

wafaalrjeh@gmail.com