-A +A
أنمار مطاوع
الإحساس بالدونية هو: شعور الفرد بالعجز.. وانعكاس ذلك الشعور على السلوك وطريقة التفكير لمحاولة تعويض ذلك النقص. السلوك قد يأتي بشكل المفاخرة والتباهي ومدح الذات دون مبرر، أما طريقة التفكير، فهي أكثر تعقيدا لأنها تتحول إلى انتقاد الذات وجلدها والشعور بقلة قيمتها.. مع إحالة الفشل والإخفاق إلى عيوب متراكمة لا يمكن التخلص منها.. وهذا الشعور وحده كفيل بأن يقف عقبة تمنع تحقيق التقدم.

ربما كانت حقبة النهضة في شبه الجزيرة العربية متأخرة عن بعض الدول العربية الأخرى -فهي فعليا لم تبدأ إلا على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه-. وخلال البدايات، كانت الاستعانة بالأشقاء من الدول العربية الأكثر تقدما ضرورية للمساهمة في النهضة والتنوير.. تزامنا مع رؤية حكام المملكة منذ تأسيسها بأهمية: صناعة الفرد السعودي. حيث بدأ العمل على بناء الإنسان متواكبا مع بناء المكان. وخلال سنوات متسارعة استطاعت المملكة أن تختصر الزمن في عمر الإنسان والمكان.. ووصلت إلى مرحلة التساوي.. ثم التفوق -في كثير من المجالات العلمية والثقافية- على من كانت تستعين بهم.


إلا أن تلك المرحلة -بدايات النهضة والاستعانة بالأشقاء والأصدقاء من الدول الأخرى- تركت بصمات مشوهة على الثقافة المحلية، منها؛ النظر إلى ثقافات تلك الدول على أنها الأفضل والأجمل والأجدر بالتقدير والاحترام. هذه التشوهات ما زالت تخيم على مخيلة الكثيرين وتنعكس في ممارسة جلد الذات لحساب تلك الثقافات.

هذا المفهوم ليس صحيحا ومن يمارسه يُدخل نفسه تحت بند تنقيص الذات دون وجه حق. فما وصل له الإنسان السعودي اليوم يستحق أن يفتخر به كل مواطن ومنتمٍ لهذه الأرض الطيبة. المواطن السعودي اليوم ينافس على مستوى العالم في كل ما يتلبسه إنسان العصر الحديث.

الروح المعنوية المطلوبة الآن تنطلق من واقع: أن الفرد السعودي وصل مراحل رقي عالية في العلم والتعلم والإنجازات العلمية والاجتماعية والثقافية. وأسطورة الدونية.. يجب أن تمحوها الحقائق.

* كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com