* هذا كتاب تسجيلي لمراحل تطور أمة في التربية والتعليم، ولأبعاد المعوقات... استغرقت قراءته مني وقتاً يفوق اعتباره مجرد (صور) ولا حتى مواقف جديرة بالتأمل، كأنها (الحدث) الذي صارع صاحبه على امتداد مشواره الذي فاض بالكثير من المكابدة والتهيؤ الجاد لثورة المعلومات والاتصالات التي تكاد الإدارة الجديدة لمسيرة التربية والتعليم أن تصيبها بالبكم!!
وأحسب هذا الكتاب أنه أضنى مؤلفه/ د.محمد بن أحمد الرشيد، الوزير السابق للتربية والتعليم، لينجح في تقديم بانوراما عن دراسة التاريخ والواقع -كما قال- ذلك أن مفتاح رقي الأمم، وقيام الحضارات: يكمن في نوعية التربية والتعليم وأبعاد التجربة التي خاضتها الأمة، فكان الإصرار على أهمية قوة المستقبل بكل ما يلوح به، أو يكرِّس فينا الخوف... وقد اختار المؤلف المربي لكتابه عنوان: (مسيرتي مع الحياة)، وأحسبه قد ركز بدقة ملحوظة على مسيرته التربوية والتعليمية أكثر من مسيرته الشخصية والإنسانية.. فهو من هذا الجيل الذي يؤمن -بصدق- بأن أهم أدوات إحداث التغيير في أي مجتمع تبدأ من نوعية ومضمون التربية التي تقدم للناشئة من خلال المؤسسات التعليمية المختلفة.
* * *
* وفي إهداء المؤلف نسخة من مؤلفه إليّ غمس حبره في عدة دوافع حرَّضته على كتابة هذه المسيرة، فكتب: من أهم دوافع تأليف هذا الكتاب: إبراء الذمة أمام الله سبحانه، ووضع الكثير من الحقائق والحوادث أمام المهتمين من ولاة الأمر، ومن أبناء الوطن بقضايا التربية والتعليم، وكشف لمنهج التفكير عند شرائح من أبناء المجتمع تطلعاً إلى تصحيح الأفكار، والتعاون لتحقيق الآمال المنشودة..... ويقدم المؤلف ضمن كتابه هذا تجربة مفيدة في التعامل مع المفاهيم الجديدة للتربية والتعليم.
وهكذا سرقت هموم التربية والتعليم وتجربتهما ذكرياته عن مراحل نشأته ودراسته وبداية حياته العملية، وحديثه عن القيم التي بات مجتمعنا اليوم في حاجة ماسة إلى استعادتها بعد المتغيرات الاجتماعية الخطيرة التي أصابت الناس حتى في سلوكياتهم... وأحسب أن الكتابة عن هذه المسيرة للدكتور/ الرشيد التي تعدَّت صفحاتها الـ(488) من القطع الكبير، تحتاج إلى دراسة مستفيضة لنبش أبعاد المواقف في عصر التحولات التي عاشها وطننا على امتداد نصف قرن بتسارع لم يسبق لسكان كوكبنا أن مروا بمثله، وتوثيق لبعض التطورات المهمة في مسيرة التربية والتعليم... لكني حرصت في هذه المساحة المحدودة للعمود اليومي أن أعبر عن تقديري للجهد غير العادي الذي بذله المؤلف ورصَدَ الأحداث وأضاء المواقف... وأتمنى أن تصل نسخ منه إلى أيدي واهتمام شبابنا من الجيل الطامح للمستقبل... ذلك أن أبعاد التجربة: غنية بالمعلومات وبالرؤية اللصيقة، ولن أطالب وزارة التربية والتعليم باعتماد كتاب هام كهذا ليكون ضمن مناهجها ولو لمادة المطالعة.. فهذه رغبة لعلها تصعب على الوزارة (الخَلَف)، لكني أطمع أن يلاقي الكتاب إضاءات إعلامية لجذب الشباب إلى قراءته!!
* * *
* آخر الكلام:
* الإعلام التربوي: مفهوم
جديد قُصد به المواءمة بين
مؤسسات التعليم ومؤسسات
الإعلام، حيث تُكمل كل
واحدة منهما الأخرى!!
مسيرتي مع الحياة!؟
15 أبريل 2007 - 19:04
|
آخر تحديث 15 أبريل 2007 - 19:04
تابع قناة عكاظ على الواتساب