غالبا ما يأتي بعد جملة «مع احترامي لرأيك» عدم الاحترام، بل قد تكون الجملة تحولا مفصليا في مجرى الحوار لتكون نقطة ارتكاز وتمسك أكثر بالرأي ورفض غير معلن عن أي وجهة نظر معاكسة أو حتى محايدة!!
في حقيقة الأمر أن مجمل الخلافات البشرية سواء أكانت زوجية أو أسرية أو حتى المهنية لا تتمحور حول الصواب والخطأ، بل هي من أي منظور وزاوية نحن ننظر للموقف!
الحقيقة والصواب هرم واحد بعدة أوجه وغالبا ما يقف طرفا الحوار على جوانب متعاكسة من هذا الهرم كل منهما يجد نفسه أمام حقيقة تسد عين الشمس، ولو أمعنا النظر قليلا لوجدنا أن للحقيقة والصواب أوجها لا تختص بأحد ولا تستأثر بأحد، فهي ملك للجميع، وأنا هنا بالتأكيد لا أنفي وجود الخطأ أنا فقط أود أن أظهر أوجه الحقيقة الأربعة (هرم الحقيقة).
الموضوعية في نقاشاتنا مبدأ الحديث ومنتهاه، فقلما تجد كاتبا أو مفكرا لا يبدأ كتابه الذي يناقش قضية معينة بديباجة موضوعيته وتفانيه لتلمس أطراف الحقيقة وجوانبها، يتشدقون حقيقة بما هو ليس موجود أصلا فينتهي الكتاب وتجد أن خلاصة ما نتج له هذا الكاتب أو المفكر مجرد تدعيم مباشر أو غير مباشر لوجهة نظره وقس على ذلك كل نقاشاتنا المنزلية.
أن تذكر لي وجهات النظر المخالفة لا يعني بالضرورة أنك مستعد لتقبلها، جوهر القضية وبيت القصيد هو قابليتك للتنازل والتكيف مع الآراء الجديدة طالما اتضح أنها أفضل.
تذكر في كل نقاش نظرية «هرم الحقيقة» بجوانبه المختلفة، لا تكن انهزاميا بل تفهم أن الرأي الآخر إنما هو جانب آخر وصورة أخرى للحقيقة قد غابت عنك، ومتى ما استطعت أن تقترب من هذه القناعة ستجد فائدة لكل نقاش وستتكشف لك جوانب لم تكد تتبصرها لولا ذاك الرأي المخالف عطفا على ذلك سوف تزرع هذا الفكر المتفتح في بيئتك ومن حولك، ولو بقي كل فرد في مجتمعنا جامدا أمام وجه واحد للهرم لـتحجرت الآراء أكثر وأصبح المجتمع برمته شحنات متنافرة تدور في مدارات مغلقة.
أخيرا.. فلنجعل من اختلافنا ثقافة وقوة فكلما تكشفت لنا الآراء الجديدة ونحن نؤمن أن للحقيقة والصواب عدة أوجه سارت عجلت التطور من صعيد الأسرة الصغيرة حتى أكبر أصعدة المجتمع.
مع احترامي لرأيك
3 ديسمبر 2013 - 19:46
|
آخر تحديث 3 ديسمبر 2013 - 19:46
تابع قناة عكاظ على الواتساب
أحمد سنكي