إذا سأل إنسان صديقاً أو زميلاً له عن أحواله أو عن أحوال الإدارة التي يعمل بها أو عن مستوى ما يتلقاه الحي الذي يسكن به من خدمات أو عن رأيه في وضع من الأوضاع الاجتماعية أو الصحية أو المادية فإن الجواب قد يكون بجملة: خليها على الله!
وهذه الجملة لا غبار عليها من الناحية الشرعية لأنها تعني التوكل على الله ووضع الأمور بين يديه وتحت إرادته عز وجل وتفويض الأمر كله لله لأن الأمر كله لله من قبل ومن بعد!
ولكن الذي يسمع الجملة نفسها من صديق أو زميل نجده يبادر إلى سؤال قائل العبارة سؤالاً استفسارياً استنكارياً متلهفاً حيث يقول له: إيش عسى خير أو عسى ما شر بلهجة سكان وسط البلاد، لأن السامع يفهم من هذه العبارة أن قائلها لا يعني معناها الظاهر، وإنما لها معنى آخر يتضمن التبرم والشكوى من حال من الأحوال، ولذلك يعقب قولها سؤال متلهف من أن يكون القائل قد ألمّ به ما يضايقه أو يحزنه وينغص عليه حياته لأن ذلك هو ما فهمه السامع من تلك العبارة!
فإذا كان قائل العبارة على استعداد «للفضفضة» ونثر ما في صدره من هموم، فإنه يبدأ في تفسير قوله «خليها على الله»، مع أنه كان من المفروض عليه أن يخليها على الله فعلاً لا قولاً، ولكن لعله أراد أن يكون من جماعة:
«ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع»!
فإن كان من هذه الجماعة فلا داعي أصلاً لاستخدام عبارة خليها على الله، وإنما يشرح صدره عند أول سؤال يوجه له من صديق أو قريب: مالك!! وجهك مقلوب هذا اليوم، فينطلق في شرح أسباب التبرم والتوجع، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس كل من يفتح الإنسان له قلبه يكون ذا مروءة يواسي صاحبه أو يُسْري عنه أحزانه أو يشاركه في التوجع، فقد يسمع منه توجعه ثم يقول بينه وبين نفسه كربتني الله يَكرِبك!!
فكرة للدراسة :
المواطن عبدالرحيم إبراهيم هوساوي من مكة المكرمة كتب يقول: إن أعداداً من الأهالي يقضون مع أطفالهم ساعات من النهار والليل في مزدلفة فإذا حان موعد صلاتي المغرب والعشاء صلت كل مجموعة لوحدها أو صلوا فرادى، مع أنه يوجد قريب منهم جامع مشعر مزدلفة الذي لا يستخدم إلا مرة في العام لصلاتي المغرب والعشاء قصراً وجمعاً مساء اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، من قبل من حوله من الحجاج، ولذلك فهو يقترح أن تتفضل وزارة الأوقاف بدراسة فتحه للمصلين على مدار أيام العام وإن صعب عليها ذلك فليكن لصلاتي المغرب والعشاء يومياً وأن توظف لذلك مؤذناً وحارساً وإماماً وتفتح دورات مياهه للاستخدام وتكسب أجر تسهيل الصلاة الجامعة لأكبر عدد من رواد مزدلفة.
خليها على الله..!
25 أكتوبر 2006 - 19:50
|
آخر تحديث 25 أكتوبر 2006 - 19:50
تابع قناة عكاظ على الواتساب