يقع مركز الفطيحة في شمال منطقة جازان ويبعد عنها مسافة 120 كم وتتبع المركز عشرات القرى المتناثرة والممتدة على ضفاف وادي بيش الذي يفصلها عن بعضها البعض، وقد كان مركز الفطيحة يتبع امارة منطقة عسير حتى عام 1418هـ حيث ضم الى امارة منطقة جازان في التقسيم الاداري الجديد بين المنطقتين وأدي وقوع قرى الفطيحة شرق وادي بيش الى غياب معظم الخدمات عنها مثل الطرق والنظافة والمياه والكهرباء.
«عكاظ» زارت المركز وتحملت المشاق في سبيل الوصول لسكان القرية مثل ظهرة بني ماجور والجبجب ودولة وال حبيب والعكاس والكحلي وغيرها من عشرات القرى التي غابت عنها معظم الخدمات بل ان بعض سكانها يعيشون تحت خط الفقر، هذا وبين المواطن ابراهيم مفرح من سكان المركز بأن طريق الاسفلت الذي يربطهم بمركز مسلية مقطوع منذ اكثر من ست سنوات ولم يتم اصلاحه من قبل ادارة الطرق والنقل بمنطقة جازان واننا نأمل في اعادته في اسرع وقت ممكن.
واثناء وصولنا لمركز الفطيحة توجهنا الى قرى ظهرة بني ماجور التي تقع الى الشمال وتبعد عنها مسافة 25كم واثناء توجهنا شاهدنا الطرق الوعرة في جبال السروات وشاهدنا بعض المنازل التي هجرها سكانها بسبب غياب الخدمات.
المواطن احمد بن عايض اوضح ان قرى ظهرة بني ماجور تسكنها اكثر من 1500 نسمة كلهم من قبائل شهران ويسكنون في منازل متهالكة ومحرومون من جميع الخدمات وبين بانه يعيش مع اخوانه البالغ عددهم 6 في منزل مصنوع من الجريد والقش بعد ان توفي والدهم وامهم بسبب وعورة الطريق وانهم يأملون بايصال الكهرباء لسكان هذه القرى التي يعيش سكانها في عزلة تامة، كما تحدث المواطن علي عائض الذي بين حاجة السكان للكهرباء حيث ان معظمهم يعانون من الامراض بسبب النوم في العراء اثر تعرضهم للحشرات بحثا عن التهوية. وقال المواطن موسى الشهراني بأن المياه معدومة في قرى ظهرة بني ماجور وان المواطنين يشترون المياه عن طريق وايت السيارة بمبلغ 50 ريالا للصهريج على الرغم من ان اغلبية السكان معظمهم من الفقراء الذين لا توجد لديهم وظائف لتأمين مياه الشرب سوى تربية الماشية التي هي تحتاج الى الرعاية وناشدوا فرع وزارة المياه بجازان في الاسراع بتأمين مياه لسكان القرية مع العلم بأن هناك بئرا حكومية تم حفرها ولكنها معطلة لم يتم الاستفادة منها وبقيت مفتوحة مما يعرض المارة من سكان القرية للخطر.
كما بين المواطن احمد يحيى بأن سكان قرى ظهرة بني ماجور والقرى الأخرى يقطعون مسافة 25 كم للوصول لمستوصف مركز الفطيحة ذي الامكانات المتواضعة لعلاج مرضاهم. كما بين المواطن عيسى احمد بأن قرى الفطيحة تغيب عنها الخدمات البلدية والقروية لبلدية محافظة بيش، فالنفايات متراكمة وحاويات النظافة معدومة وفرق النظافة لا تصل حتى مركز الفطيحة بل تكتفي بقرية مسلية فقط ولذلك انتشرت العديد من الامراض مثل الكبد الوبائي وغيرها بسبب غياب النظافة عن القرية.
وقال المواطن محسن بن علي بأن قرى الفطيحة تعاني من غياب الجمعيات الخيرية التي تكتفي بقرى محافظة بيش بينما سكان الفطيحة الذين هم في امس الحاجة للدعم فإنهم لا يتلقون أي مساعدة من الجمعية الخيرية ببيش، فيما ذكر المواطن احمد الشهراني بأن معظم السكان في قرى الفطيحة يجهلون الوعي الصحي فيشربون هم والماشية من نفس المياه لغياب التثقيف الصحي لديهم بالاضافة الى ان معظم الطلاب غير متعلمين والذين يدرسون في المرحلة المتوسطة يتركونها ولا يكملونها وذلك يساهم في جعل بيئتهم نظيفة وخالية من الامراض المنتشرة حولهم في وادي بيش. ويناشد سكان قرية ظهرة بني ماجور المسؤولين في منطقة جازان النظر اليهم في بناء مساكن الاسكان الشعبي وذلك لانهم يسكنون في مساكن متهالكة ولا تقيهم من خطر الامطار والتغيرات الجوية وكذلك سيول وادي بيش، وقال المواطن مداوي علي زايد الشهراني الذي يعول اسرة مكونة من 10 اشخاص ويسكنون في منزل متواضع اننا في امس الحاجة لمنزل صحي ومستوى معقول من الدخل يفي بمتطلباتنا الضرورية.
«الفطيحة» سقطت سهوا من خدمات التنمية
14 أغسطس 2006 - 19:42
|
آخر تحديث 14 أغسطس 2006 - 19:42
تابع قناة عكاظ على الواتساب
علي عماشي (بيش)