هل حديث فتنة النساء فيه إهانة
2 يونيو 2010 - 21:46
|
آخر تحديث 2 يونيو 2010 - 21:46
تابع قناة عكاظ على الواتساب
معن الجربا
دار جدل واسع منذ زمن مضى حول حديث الرسول عليه السلام القائل: (ما تركت على أمتي أشد فتنة على الرجال من النساء)، فهل هذا الحديث فيه إهانة للمرأه أم لا؟ وللجواب على هذا السؤال لابد أن نعرف أولا .. هل كلمة فتنة ذات معنى سلبي دائما؟.. كثير من الناس يعتقد بأن كلمة فتنة دائما ذات مدلول سلبي، ولكن الحقيقة والمفاجأة هي أن هذه الكلمة قد يكون لها معنى إيجابي وبامتياز.. وما علينا إلا أن نعود إلى الآية الكريمة التي تقول (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)، فالله سبحانه يقول هنا بأن الأبناء فتنة وأن الأموال فتنة، وما قد سمعنا قائلا يقول: بأن كلمة فتنة هنا تسيء أو تقلل من شأن وكرامة الأموال والأولاد لدى الإنسان، بل على العكس تماما فقد قال الله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة فضل الأبناء حيث قيل (ينقطع عمل ابن أدم إلا من ثلاث.. منها (ولد صالح يدعو له)، وقيل في فضل المال (نعم المال الصالح للرجل الصالح).. إذن وفي هذا السياق فإن كلمة فتنة معناها ليس سلبيا أبدا لأن معناها (امتحان)، والله تعالى عندما يمتحن الناس في شيء فإنه يمتحنهم بالشيء الجميل المحبب إلى قلوبهم حيث قال (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوكم أيكم أحسن عملا)، فكلمة فتنة هنا هي ذلك الشيء الجميل المحبب إلى القلب والنفس والذي يمتحن الله به العباد ليرى هل سوف يحصلون عليه بالحلال أم بالحرام؟.. فالله سبحانه قد يختبرنا أحيانا بأشياء نحبها ونعشقها لتصبح فتنة وامتحان لنا دون أن يقلل ذلك من قدرها ومن شأنها، فمثلا أمرنا تعالى بترك الطعام المحبب إلى النفس في الصيام وبذلك أصبح الطعام فتنة لنا وامتحانا، وأمرنا ببذل المال المحبب إلى القلب في الزكاة وبذلك أصبح المال فتنة لنا و امتحانا.. لذلك فإن الحديث الشريف عندما ذكر كلمة فتنة في حديث النساء فإنه لا ينتقص من قدر المرأة بحال من الأحوال ولا يسيء لها بل أن هذا الحديث يعتبر النساء أصعب امتحان على الرجال لأنهن أكثر الأشياء المحببة إلى النفس البشرية وأكثر الأشياء جمالا ومتعة للقلب.. وختاما كيف يريد الرسول عليه السلام إهانة المرأة وهو الذي كرمها وقال (خير متاع الحياة الدنيا المرأة الصالحة).