الاهتمام بالتجميل والجمال فطرة وغريزة عند المرأة ترتبط بحب الذات والتنافس و الجاذبية، ويعتبر الجمال مفهوم نسبي يختلف تعريفه بين الناس نظرا لاختلاف تجاربهم وأذواقهم وأفكارهم، وقد ارتبط جمال جسم المرأة ووجهها في مجتمعنا (بخلاف مجتمعات أخرى) بخلوه من الشعر ولطالما كان الشعر الزائد أو ما يعرف بالشعرانية سببا لابتعاد الرجال عن النساء.
وغالبا ما ارتبط الشعر الزائد خصوصا في منطقة الوجه بفكرة وجود خلل في هرمونات الذكورة، والحقيقة إن هرمون الذكورة يوجد عند المرأة كما هو موجود عند الرجل، ويفرز عن طريق المبيضين والغدة الكظرية ولكن بنسبة بسيطة، وبالرغم من أن بعض النساء اللاتي تعانى من الشعرانية قد تزيد لديهن معدلات هذه الهرمونات، إلا أن الغالبية تكون لديها معدلات طبيعية منها.
وتكمن المشكلة أن الشعر في بعض النساء يكون أكثر حساسية للمستويات الطبيعية من الهرمونات الذكرية، ونتيجة لذلك ينمو الشعر بسرعة و يكون أكثر سمكا، وغالبا ما يبدأ نمو الشعر المتزايد في سنوات المراهقة و يصبح أشد تدريجيا مع التقدم في العمر.
ويعتمد تشخيص أسباب الشعرانية على الكشف الطبي لدراسة توزع الشعر الزائد و الأعراض المصاحبة له وعلى إجراء بعض الفحوصات للتأكد من أن الشعرانية ليست بسبب ارتفاع معدلات الهرمونات الذكرية في الدم، التي قد تكون بسبب ورم في الغدة النخامية أو الغدة الكظرية، وتتضمن الفحوصات أيضا قياس مستويات البرولاكتين (هرمون الحليب) وهرمون الغدة الدرقية، ويجب عمل فحص بالموجات فوق صوتية للتأكد من عدم وجود تكيس في المبايض (وهو من الأسباب الشائعة للشعرانية) في حالة وجود أعراض تشير إلى ذلك مثل تأخر الانجاب و اضطرابات الدورة و زيادة الوزن.
ويتم علاج السبب إن وجد بالأدوية أو عن طريق الجراحة كمعالجة اضطرابات الغدد وزيادة الوزن و استئصال الأورام، أما في حالة عدم وجود أسباب مرضية فيمكن التخلص من الشعر الزائد بواسطة الطرق التقليدية كالحلاقة أو استخدام الشمع ، ويعتبر الليزر من الوسائل العلاجية الفعالة للشعرانية و هو متمم للعلاجات الأخرى وقد أصبحت هذه الطريقة آمنة وتخلو من التأثيرات الجانبية السلبية إذا أجريت بأجهزة متطورة و بأيد خبيرة.
(*)استشاري النساء والتوليد ومتخصص في جراحات التجميل النسائية وعلاج السلس البولي.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة