يساعد على تطاير الأبخرة المحملة بالمواد الكيماوية الضارة
تحذير طبي من استخدام الفحم سريع الاشتعال في المساجد والبيوت
4 أكتوبر 2008 - 20:10
|
آخر تحديث 4 أكتوبر 2008 - 20:10
تابع قناة عكاظ على الواتساب
صالح شبرق– جدة
حذر الدكتور محمد عبد الرحمن حلواني استشاري مكافحة العدوى بصحة جدة من استخدام البخور داخل المساجد او المراكز التجارية او البيوت على مدار الساعة حيث يؤدي حرق البخور الى حدوث مشاكل على الجهاز التنفسي خاصة باستخدام الفحم السريع الاشتعال والمتواجد في الأسواق بأحجام وأشكال مختلفة بسبب ما تحتويه تلك الأنواع من الفحم على مواد كيماوية ضارة سريعة الاشتعال والتي وضعت لكي تساعد على توهج الفحم في دقائق معدودة ، لافتا الى ان هذا التوهج والحرق السريع للفحم يساعد على تطاير الأبخرة والمحملة بتلك المواد الكيماوية الضارة في أجواء المسجد ليستنشقها المصلون خلال وجودهم داخل المسجد وتزداد شدة هذه الأبخرة خاصة على كبار السن والأطفال والمرضى ذوي الأمراض الصدرية المزمنة كالمصابين بالأزمة التنفسية ، وتزداد المشكلة سوءا عند استخدام أخشاب العود ذات النوع الرديء والتي ما هي إلا أخشاب مطلية ببعض دهن العود الذي لا يلبث أن يحترق بشكل كامل في ثوان معدودة وتنتهي رائحته الطيبة ويبقى بعد ذلك أول أكسيد الكربون لينتشر داخل أجواء المسجد ويزداد الوضع سوءا في هذا الشهر الكريم بسبب المناخ الحار الذي يجبر القائمين على المساجد على إبقاء المكيفات مفتوحة والنوافذ مغلقة لضمان استمرار برودة المسجد وبذلك يبقى الغاز السام في ذلك المكان المغلق يستنشقه المصلون رغماَ عنهم لتأخذ الرئتان مواد سامة خطرة إلى داخلها خالية من الأوكسجين ومليئة بالغازات السامة وعلى رأسها أول أكسيد الكربون وذلك بالطبع يؤثر سلباَ ليس فقط على خلايا الرئتين الدقيقة بل على كامل الجسم بسبب الالتهابات التي تحصل داخل الحويصلات الهوائية الدقيقة في جوف الرئتين والمسؤولة عن تبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون أثناء عملية التنفس وقد يؤدي ذلك التعرض في الأشخاص ذوي الأزمات التنفسية إلى حصول ضيق شديد في التنفس قد يصل إلى الاختناق المفاجئ ، ويشير د.حلواني الى ان المرضى المصابين بالأزمات التنفسية هم مرضى ضعيفو المناعة الجسدية بسبب الخلل الحاصل في أجسادهم كنتيجة لحالتهم المرضية وبالتالي لا تستطيع أجسادهم الدفاع عن نفسها كما في الشخص السليم ضد الميكروبات المختلفة فتكون بذلك شعيباتهم الهوائية عرضة لتلك الميكروبات خاصة الفيروسات التي يسهل اكتسابها من المصلين المجاورين لهم أثناء السعال أو العطس والتي قد تبقي المريض أياماً طريحاً للفراش بعد ذلك. كما أن هناك بعض أنواع من البكتريا التي يمكن اكتسابها بنفس الطريقة السابقة أو عن طريق ما يعرف بالعدوى الذاتية نتيجة حمل الشخص لبعض أنواع تلك البكتريا بكميات قليلة في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي دون أي أعراض ما تلبث أن تتكاثر وتغزو الرئتين والشعب الهوائية مسببة التهابا شديدا قد يؤدي إلى معاناة المريض من التهاب شعبي مزمن قد يصعب علاجه ويترك صاحبه أسيرا للمرض لفترات طويلة ومضعفاً كفاءة الرئتين بشكل سريع. وقد يتطور الأمر ليصل إلى التهاب رئوي حاد قد يؤدي في كثير من الأحيان وبدون أي مقدمات إلى شلل شبه تام في وظيفة الرئتين مع عدم القدرة على التنفس مما يلزم خلاله التدخل العلاجي السريع بوضع المريض على جهاز التنفس المكنيكي الذي لا يتم إلا بإدخال المريض إلى العناية المركزة ، ويؤكد د.حلواني ان الحاجة ماسة إلى تدخل القائمين على المساجد من أئمة ومؤذنين بتقنين استخدام البخور داخل المساجد وإن كان لا بد فمن الأجدر استخدام المباخر الكهربائية والبعد عن استخدام الفحم بجميع أنواعه كما يجب أن يكون بوقت كافٍ قبل الصلاة مع إعطاء فرصة لتجديد الهواء داخل المسجد وذلك بفتح النوافذ لضمان عدم بقاء المواد المحترقة داخله ، وضرورة منع استخدام البخور الرديء النوعية رخيص الثمن والذي هو عبارة عن أخشاب تزيد من انتشار أول أكسيد الكربون في أجزاء المسجد خاصة إذا ما عرفنا أن هناك حالات سرطان رئوي قد سجلت في بعض دول الخليج في سيدات لم يدخن سيجارة واحدة طوال فترة حياتهن بل كان تعرضهن لدخان البخور عن طريق الفحم هو العامل الوحيد الذي جعلهن في زمرة مرضى السرطان.