-A +A
د. طفيل بن يوسف اليوسف مدير عام العلاقات العامة والإعلام بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
فوق هام السحب وإن كنتِ ثرى

فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى


عزك لقدّام وأمجادك ورا

وإن حكى فيك حسادك ترى

ما درينا بهرج حسادك أبد

انتِ ما مثلك بها الدنيا بلد

لا تفارق هذه القصيدة وجداني وذاكرتي، كلما حلّت ذكرى الاحتفال بيوم الوطن، يقول صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن عن موقف جمعه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (يحفظه الله): «أتذكر أنه كان لي أمسية قبل حوالي 27 عاماً وكانت قصيدة (فوق هام السحب) توها طالعة وفي أمسيتين قلتها وجاءت أمسية ما قلتها فيها، وجيت أسلم عليه أطال الله في عمره وسألني: ليش ما قلت قصيدة (فوق هام السحب)؟ قلت له سبق إني قلتها، فرد علي وقال كل أمسية لازم تقول فيها (فوق هام السحب) وكررها أكثر من مرة»، وكل ما يحبه والدنا القائد (يحفظه الله) فإننا نحبه.

تحمل ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) الكثير من الإلهام والفخر والاعتزاز بتاريخ عريق وإنجازات عظيمة على مر عقود تعاقب عليها ملوكنا الميامين (رحمهم الله)، وصولاً إلى العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز .

ولأن التعليم أحد أهم الركائز الأساسية لتقدم المجتمعات، فقد أولته قيادتنا الرشيدة اهتماماً خاصاً؛ من أجل بناء جيل واعد.

وتعد جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل التي تأسست عام 1975م واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية بالمنطقة الشرقية، إذ تضم 19 كلية ينتمي إليها أكثر من 32 ألف طالب وطالبة، وتتصدى لما يقرب من نصف قرن لدورها التنموي الحيوي على أكمل وجه، من خلال تقديم وتطوير البرامج الأكاديمية والتعليمية، وتنوع التخصصات وتطوير مهارات البحث العلمي، لتشجيع الطلاب على المشاركة في البحث والابتكار، ومنحهم فرصة اختيار المجال المناسب لميولهم واهتماماتهم، ما يؤدي إلى مساهمة مخرجاتها في تلبية احتياجات سوق العمل السعودي بشكل عام والمنطقة الشرقية على وجه التحديد.

ولا تألو جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل جهداً في تعزيز الروابط مع المجتمع المحلي من خلال إطلاق المبادرات المجتمعية وتنظيم الفعاليات والأنشطة التوعوية والثقافية الرامية إلى تعزيز الوعي بأهمية التعليم والبحث العلمي في تحقيق التقدم والنمو والاستدامة.

ويعكس احتفالنا اليوم بذكرى اليوم الوطني السعودي الثالث والتسعين تحت شعار «نحلم ونحقق»، التزام الجامعة بالمشاركة في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، بما يتواكب مع حجم تطلعات هذا الشعب العظيم، ويتناسب مع الإنجازات الهائلة التي تشهدها المملكة في كافة المجالات، ما يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة لدعم مسيرة هذا التقدم والازدهار بالعمل الدؤوب للارتقاء بمنظومة التعليم العالي، والمساهمة بفعالية في نهضة المنطقة والمملكة بأكملها.

ونسأل الله، أن يديم على هذا الكيان الشامخ أمنه وأمانه واستقراره في ظل قيادتنا الحكيمة -أدامها الله- وأن يوفقنا جميعاً لبذل المزيد من الجهد في سبيل الحفاظ على رفعته وتقدمه، وأن يكلل بالنجاح مساعينا الحثيثة لتقديم أفضل ما لدينا لخدمة وطننا وشعبنا الطموح.

دام عزك يا وطن .. وكل عام وأنت بألف خير.