-A +A
سعيد آل محفوظ SaeedAlmahfouz@
تزينت مكة بالحجيج، وابتهجت المشاعر بالمناسك، حيث أعظم الفضائل؛ بأمل العودة بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعمل صالح متقبل مبرور.

حظي الحج بالعناية منذ فرضه، وتعاقب على خدمته الخلفاء، والأمراء، وكان لكل من وُلِّيَ أمره شديد الحرص بتنظيمه، وتفويج قاصديه بيسر وسهولة طلباً لرضا الرحمن، وخدمة حجيجه.


عندما وحد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، هذه البلاد كان الحرمان الشريفان، والحج ومشاعره من أولى اهتماماته، وهو ما توارثه ملوك المملكة العربية السعودية؛ لحج آمن دون تسييس أو متاجرة.

واليوم نشهد أعظم التوسعات، وأحدث الوسائل؛ لخدمة الحج وقاصديه بنجاح باهر، وتنظيم متقن، وإدارةٍ حازمة مقصدها حج بسلام آمنين.

من أين أبدأ في وصف ما نفذ من خطط ومشاريع، ثم كيف أصف العناية والرعاية، بل كيف أبرز الجهود المتواصلة من مختلف القطاعات.

دروس متواصلة للعالم أجمع بأن الحجيج من 150 دولة كانوا في بقعة واحدة، وتمّت إدارتهم بعناية، ورعايتهم ومتابعة احتياجاتهم بكفاءة، فكم من خدمة صحية أُجريت، وكم من عملية لحاج أنقذت حياته، وكم من رحلةٍ للقطارات سُيرت، وكم من قطاع حكومي ذلل الصعاب، وكم من سلال غذائية أُمنت، وكم خدمات بلدية ونظافة عامة عُملت، والمبهر أن كل ذلك في أيام معدودات.

إنها منظومة متكاملة، بكوادر بشرية سعودية مدربة، وخطط تنظيمية متقنة بإشراف ومتابعة مستمرة من قيادة حكيمة لا تفاصل في خدمة الحج وقاصديه، وترى التجاوز في ذلك خطاً أحمر لا مجاملة فيه، فزاد الله هذه البلاد شرفاً ورفعة ومهابة.

واليوم وبعد انتهاء الحج ونجاحه فقد آن لنا أن نرفع القبعة إجلالاً واحتراماً لكل من عمل في الحج وساهم، وندعو الله له بالبركة، والأجر الوفير، وأن يشملهم ربنا مع حجيجه بالمغفرة.