لست أدري ما الذي حصل ويحصل في مطار جدة الدولي خلال هذا الصيف، حيث أخذ مئات من الناس يتكدسون في طوابير طويلة تصل أحياناً إلى خارج مبنى المطار، ويقفون في تلك الطوابير ساعتين من الزمن فلا يقطعون من الطابور الذي وقفوا فيه إلا ثلاثين متراً أو أقل، وقد رأيت ذلك بأم عيني مرتين وهو ما لم أره في أكثر مطارات العالم تواضعاً وفوضوية، أو في أكبر المطارات وأكثرها ازدحاماً بالمسافرين بل إن ذلك لم يكن موجوداً في مطار جدة نفسه خلال الأعوام الماضية، ولا يعود زحام وطوابير هذه الأيام إلى كثافة في أعداد المسافرين، بل إلى سوء التنظيم وعدم المبالاة بمشاعر المسافرين وعدم الاهتمام بمعاناتهم، وإذا سأل واحد من المسافرين موظفي المطار القادمين والرائحين في الصالة عن «الهرجة»؟ لم يجدوا إجابة شافية، بل يقال لهم إن على كل مسافر الانتظار في الطابور الذي يتزاحم الناس فيه فتحول إلى عدة طوابير لجميع ركاب الرحلات المغادرة، ثم يوحد في طابور واحد باتجاه الموظف المختص بقطع بطاقات صعود الطائرة ووزن وتحميل «العفش»، وقد يحضر مسافر إلى المطار قبل ثلاث ساعات من موعد الإقلاع ثم تمر الساعتان الأوليان والناس في الطابور، ويكون موعد الإقلاع قد اقترب وعندها ينادي منادٍ أو منادون من موظفي المطار بأن من تكون رحلته قد أزف موعدها فإن عليه الخروج من الطابور والتوجه إلى كاونتر جديد لإكمال إجراءات سفره وهكذا مع كل رحلة تقريباً.. انتظار قاهر وممل لنحو ساعتين وقوفاً على الأقدام ثم مناداة ركاب الرحلات التي أزف موعد إقلاعها بالخروج من الطابور إلى كاونتر جديد لإكمال إجراءات السفر من استلام بطاقة صعود الطائرة وشحن العفش ودخول صالة المغادرة وكل ذلك يتم بعجلة مرهقة وبعد ضغط نفسي وبدني شديدين عاناهما الواقفون في الطابور، مع أن الزحام المزعوم الذي شاهدته، لا يساوي عشر أعداد المسافرين في مطارات أخرى من مطارات العالم الثالث، وقد سافرت عبر مائة مطار في نحو خمسين دولة من دول العالم الأول والثاني والثالث والحادي عشر!! فلم أجد مثل هذه الطوابير البطيئة المرهقة التي شاهدتها في مطار جدة خلال هذا العام مع العلم أنه قد تم تطوير صالات المغادرة وتوسعتها وتحديثها ولكن قبل دخولها يمر الناس «بصراط» الطوابير فلا يصلون إلى الصالات الجديدة إلا وقد أصيبوا بعمى الألوان فلا يرون من جمالها شيئاً.. والله المستعان..!

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة