-A +A
حمود أبو طالب
يروى عن الملك فهد رحمه الله بعد تشكيل أول مجلس شورى أنه كان في حيرة عند اختيار العدد المطلوب للمجلس آنذاك لأن كل الأسماء التي ضمتها القائمة الطويلة كانت مؤهلة وكفؤة مما يجعل المفاضلة بينها صعبة، وأكد حينذاك أن المملكة مليئة بالكفاءات التي تستطيع تمثيل المجلس بجدارة، وغيره من أجهزة الدولة. نستعيد قول الملك فهد بمناسبة التشكيل الجديد لمجلس الشورى في دورته الثامنة، فإذا كانت الكفاءات المؤهلة بتلك الكثرة في ذلك الوقت، فكيف بها الآن بعد ٢٨ عاماً من عمر المجلس.

نبارك للسيدات والسادة الثقة الكريمة التي تشرفوا بها من ولي الأمر وندعو لهم بالتوفيق، وبعد ذلك نظن أنه من الواجب التأكيد على أن هذه الدورة الجديدة تأتي في مرحلة مختلفة من تأريخ الوطن، مرحلة الرؤية الوطنية التأريخية 2030 التي تتصف بحمولات ضخمة من المسؤوليات عن طموحات عالية وتحديات صعبة وتحولات جذرية في كل شأن داخلي، مرحلة الإصلاحات الجذرية والسباق المحموم مع الوقت لتحقيق الإنجازات.


نريد تذكير المجلس الجديد بأن الشأن الداخلي تغير كثيراً وهموم وتطلعات المواطنين اختلفت عما قبل، وهناك رأي عام فعال يعبر عن صوت المواطن، وبالتالي فأنتم تمثلون مواطناً تختلف شؤونه وشجونه عن مواطن الدورات السابقة، وهذا يتطلب التركيز على القضايا التي تمثل صلب اهتمام المواطن الجديد، تتطلب التفكير خارج الصندوق، وتقتضي بالضرورة تغليب الصالح العام على ما عداه. المطلوب الآن هو عدم استحضار ترسبات الماضي السلبية وإقحامها في المواضيع والقضايا والقرارات التي ينتظر المواطن إنجازها. نريد تغيير حقيقة أن الدولة تسبق مجلس الشورى دائما لنقول إن المجلس هو صاحب المبادرة في تمهيد الطريق لقرارات الدولة التي تصب في صالح المواطن.

وأما بشأن أنظمة ولوائح المجلس فإنه آن الأوان لمراجعتها كي تمنحه مزيداً من حرية ممارسة دوره التشريعي والرقابي بفاعلية أكثر، فقد استمر نظام المجلس منذ إنشائه كما هو ولم تتغير فيه سوى بعض الشكليات.

نريد مجلساً حيوياً فعالاً يتماهى مع مواطن اليوم، ويتسق مع طموحات وطن الرؤية.

habutalib@hotmail.com