-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في ٣ نوفمبر القادم، أظهرت العديد من استطلاعات الرأي العام أن المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن يتقدم على خصمه الجمهوري الرئيس دونالد ترمب؛ إلا أن مراقبين تساءلوا بقوة عما سيؤول إليه السباق الرئاسي إذا عجز أي من المرشحين عن حسم النزال لصالحه داخل المجمع الانتخابي، وهو أحد السيناريوهات المطروحة وغير المستبعدة.

والمجمع الانتخابي في النظام السياسي الأمريكي هو هيئة انتخابية دستورية تتألف من 538 ناخبا يمثلون 50 ولاية ويضطلعون بمهمة انتخاب الرئيس ونائبه بعد انتهاء التصويت الشعبي، ومن أجل فوز مرشح ما بمنصب الرئيس أو نائب الرئيس يتوجب عليه الحصول على أغلبية (على الأقل 270) من الأصوات الانتخابية للمجمع.


وإذا لم يحصل أي من المرشحين على 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي سيكون على أعضاء مجلس النواب الاختيار بين المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى الأصوات في المجمع.

ولم تشهد الولايات المتحدة هذا السيناريو منذ مطلع القرن 19، وتحديدا في الانتخابات الرئاسية عام 1824، حيث توزعت أصوات المجمع الانتخابي بين 4 مرشحين هم أندرو جاكسون، وجون كوينسي آدامز، وويليام إتش كروفورد، وهنري كلاي، إلا أن الرئيس ترمب فاز على منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 من خلال الآلية نفسها، بعد أن حشد كلاهما دعما واسعا في جميع أنحاء أمريكا.

وفي يوم الانتخابات، حصد ترمب 306 من أصوات المجمع الانتخابي، في حين حصلت كلينتون على 232 صوتا فقط، رغم تقدمها في التصويت الشعبي، ليفوز بذلك ترمب بمنصب الرئيس خصوصا بفضل دعم ولايات متأرجحة، منها ولايات فلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. وأشار المراقبون إلى أن بعض التوقعات ترجح فوز بايدن بالتصويت الشعبي وأغلبية أصوات المجمع الانتخابي، خصوصا في ضوء استطلاعات رأي تعطيه تقدما ملحوظا، وفي ظل إخفاق ترمب في التعاطي مع أزمة كورونا بعد إصابته بالوباء. وعلى رغم أن استطلاعات الرأي يمكن أن تعكس مدى شعبية مرشح في وقت معين، فإنها لا تتنبأ دائما بنتيجة الانتخابات بدقة. وبعد إعلان لجنة المناظرات أن المناظرة الرئاسية التي كان من المقرر عقدها في 15 أكتوبر بين ترمب وبايدن ألغيت، سيركز اهتمام الناخب الأمريكي على المناظرة الرئاسية النهائية المقرر عقدها في 22 أكتوبر؛ بعد الإعلان عن إصابة ترمب بكورونا حولت اللجنة هذه المناظرة التي كان مقررا إجراؤها في ميامي بولاية فلوريدا إلى لقاء افتراضي، وهو ما رفضه الرئيس بشكل قاطع.

وظل فايروس كورونا الموضوع الرئيسي في حملة الانتخابات الحالية الذي أسفر عن أكثر من 200 ألف وفاة في أمريكا.