-A +A
حسين شبكشي
احتفل السعوديون منذ أيام بالمناسبة الغالية على أنفسهم، والمقصود هنا الاحتفال السنوي بمناسبة اليوم الوطني. تلك الذكرى العزيزة والغالية على نفوس الجميع. هذه المناسبة التي تحولت إلى «كرنفال» احتفالي لنشر ملامح البهجة والسعادة والتذكير بأهمية وقيمة الوطن، والمشوار المهم الذي سار عليه كل من وضع لبنة في بناء هذا الكيان الكبير. أسعد برؤية أبناء وبنات هذا الجيل وهم يحتفلون بهذه المناسبة الجميلة ومظاهر البهجة والفرحة تحيط بهم. حرم جيلي من الاحتفال بهذه المناسبة بسبب آراء أقل ما يمكن أن يقال عنها -تأدبا وتهذبا- إنها آراء غريبة. آراء كانت تعتبر الاحتفال باليوم الوطني «بدعة» وأن القيام للسلام الوطني وأداء التحية العسكرية هو نوع من «أنواع الشرك الأصغر». سبحان من سبب الأسباب لتزول غمة الآراء من هذا النوع. من المهم جدا معرفة المعاناة التي عانى منها الجيل السابق منعاً لتكرارها مستقبلاً بأي شكل من الأشكال. كل الأمل أن تكون المشاركة في مناسبات أخرى علمية واجتماعية تشارك فيها دول العالم؛ مثل يوم الأم ويوم الأب ويوم المزارع ويوم رجل المرور ويوم مرض السكري وغيرها من المناسبات التي كانت تحظر الاحتفاء الصريح والواضح بها نتاج نفس هذه الآراء الغريبة. الاحتفاء بالمناسبات هو إحياء لقيم التذكير والمشاركة في إبراز المعاني السامية لهذه المناسبات المميزة، وهذا -في حد ذاته- مكسب يستحق الوصول. العلم نور ولا شك، وليس هناك أصدق من كلام الله في قرآنه الكريم بقوله عز وجل «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون». المناسبات الخيرة تتفق عليها الأمم (بما فيها البلدان الإسلامية) وفي ذلك تصديق لقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام حين قال: «ما اجتمعت أمتي على ضلالة». رحم الله وبارك في كل من أدخل الفرح وأزال الكآبة عن قلوبنا.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com