تجارب لقاح أكسفورد في جنوب أفريقيا.
تجارب لقاح أكسفورد في جنوب أفريقيا.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
لا يزال مصل كوفيد-19 هو حلم مليارات البشر في أنحاء المعمورة. وعلى رغم الانتكاسة التي منيت بها مساعي تسريع إتاحة اللقاح، في أعقاب قرار شركة أسترازينيكا العقارية وقف تجاربها السريرية (المرحلة الثالثة والأخيرة)، جراء إصابة متطوع بمرض غامض؛ فإن الصين بشرت العالم الأسبوع الماضي بأن لقاحاً من بين 10 أمصال تقوم الصين بتطويرها سيتاح في هيئة مِرَشّة بالأنف (بخاخ)، وليس حقنة كما هو متعارف. وقالت بكين إنها أصدرت موافقتها على بدء تجارب سريرية من المرحلة الأولى على بخاخ الأنف الواقي من الإصابة بفايروس كوفيد-19. ويقوم علماء جامعتي تشيامن الصينية وهونغ كونغ بتطوير هذا المصل، تحت رعاية شركة بيجينغ وانتاي بيولوجيكال فارماسي المحدودة. ويأمل الصينيون بأن ينجح بخاخ المصل في وقف الفايروس قبيل توغله في الشُّعب التنفسية. ويقول العلماء إن المصل الذي يتم حقن الشخص به، من خلال إبرة، يمكن أن يثير رد فعل من جهاز المناعة لمنع وصول الإصابة إلى مرحلة صحية خطرة، لكنه قد لا يكون كافياً لدحر العدوى تماماً. وفي سياق ذي صلة؛ أعلنت شركة تشاينا ناشونال بيوتك غروب إن أياً من المتطوعين الذين شاركوا في تجارب سريرية على لقاح واقٍ من كوفيد-19 تقوم بتطويره لم يصب بأذى. وأضافت أن عشرات الآلاف من المتطوعين شاركوا في تلك التجارب. ويقوم هذا اللقاح على نظام الجرعتين. ورأت متحدثة باسم الشركة الصينية أن وقف تجارب لقاح أكسفورد يضع لقاح الشركة الصينية في مقدمة الأمصال التي ستكون في خدمة الإنسانية قريباً جداً. وزادت أن ذلك سيتم بحلول نهاية 2020. وأضافت أن الشركة الصينية استثمرت 292 مليون دولار في إنشاء مصنعين متطورين لإنتاج ما قد يصل إلى ملياري عبوة من هذا المصل سنوياً.

وفي لندن، قال رئيس أسترازينيكا باسكال سوريو، إن لقاحاً تنتجه الشركة، بعدما توصل اليه علماء جامعة أكسفورد ،لا يزال ممكناً أن يكون متاحاً للاستخدام قبيل انتهاء 2020، على رغم إصابة متطوع بمشكلة في الأعصاب بعد تناوله جرعة منه. ويقول العلماء إن وقف التجارب السريرية الخاصة بهذا المصل أمر طبيعي في عالم صنع اللقاحات. وقال سوريو إن مجموعة من العلماء المستقلين يحاولون معرفة ما إذا كان المرض الذي أصيب به المتطوع نجم عن جرعة اللقاح أم سبب آخر. لكن علماء الأمصال رأوا أن وقف التجارب سيؤخر إتاحة هذا اللقاح الأكثر وعداً من نحو 35 مصلاً يجري تطويرها حول العالم. غير أن معهد الأمصال الهندي، وهي الشركة التي أوكلت إليها أسترازينيكا إجراء التجارب السريرية في الهند، قالت إنها مستمرة في تجاربها دون توقف. لكنها سرعان ما تراجعت لتعلن وقف التجارب. وذكرت وكالة بريس ترست أوف إنديا أن الشركة تلقت استيضاحاً حكومياً هددها بنزع الترخيص الممنوح لها لاستمرار تجاربها دون التأكد من سلامة اللقاح المذكور. ويعتقد أن المتطوع البريطاني أصيب بالتهاب في العمود الفقري. وأوضح سوريو أنه لا يستطيع التكهن بطول فترة توقف التجارب. وألقت حادثة العمود الفقري ظلالاً من الشك على توقعات الإدارة الأمريكية بإتاحة لقاح قبيل الرئاسيات التي ستجرى في الولايات المتحدة في 3 نوفمبر القادم. وقال مدير معاهد الصحة الأمريكية فرانسيس كولينز أمس الأول إن وقف تجارب لقاح أكسفورد يدل على تمسك الجهات الرقابية الغربية بتحقيق أعلى معدل من المأمونية. وقالت عضو الكونغرس الأمريكي السناتور باتي موراى إن الجهات المختصة لن تسمح بأن تتقدم السياسة على ضرورات العلم والصحة العمومية. وعادة ما يقوم «مجلس لمراقبة السلامة والبيانات»، ويتكون من علماء وخبراء في الإحصاءات، لا علاقة لهم بالحكومة والشركة المنتجة للمصل، بالإشراف على التجارب السريرية المتعلقة باللقاحات. وذكر موقع Stat المعني بالأخبار العلمية أمس الأول، أن المتطوع الذي أصيب بالتهاب العمود الفقري، وهي امرأة، تحسن وسمح له بمغادرة المستشفى. وتوقعت صحيفة «ديلي ميل» أمس أن يتم استئناف التجارب السريرية «قريباً جداً». وذكر أستاذ علم الفايروسات بجامعة ريدينغ البريطانية البروفيسور إيان جونز أن التهاب الغشاء العصبي للعمود الفقري يحدث دوماً بسبب الفايروسات. ورجح أنه في هذه الحالة ربما أصاب المتطوع دون أن تكون لذلك علاقة بالمصل الخاضع للتجارب. ويتم علاجه بالأدوية الهرمونية. لكن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك قال لشبكة سكاي نيوز البريطانية الليل قبل الماضي إن ماحدث لا يعتبر بالضرورة نكسة. وأشار إلى أنه سبق وقف تجارب لقاح أكسفورد خلال الصيف بعدما أصيب متطوع آخر بحالة مرضية.