-A +A
أ. د. سالم سعيد باعجاجة
تتسم عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية بمظاهر مصطنعة ومكلفة، خصوصاً المتعلقة بالمناسبات الاجتماعية؛ مثل: حفلات الزفاف المكلفة للمبالغ الباهظة من استئجار قاعات الأفراح وولائمها المتجاوزة عشرات الآلاف من الريالات، وولائم العزاء طيلة ثلاثة أيام التي يتكفل بها ذوو المتوفى، وإقامة أعياد الميلاد وحفلات التخرج.

بعد تفشي فايروس كورونا انقلبت كل الموازين فتغيرت تلك العادات والتقاليد، وتوقفت تلك الممارسات الخاطئة بمنع إقامتها حفاظاً على الصحة العامة كإجراء احترازي، وتغيرت حياتنا الاجتماعية، وتكيفنا مع الظرف الحالي، وظلت عاداتنا الاجتماعية تتكيف مع الأوضاع الراهنة، فأقيمت الكثير من مناسبات الزفاف دون التكلف بمبالغ كبيرة، والحال ذاته في العزاء.


هذه الأزمة وما أتخذ فيها من إجراءات درس لنا جميعاً، تحثنا على تغيير شامل في نمط حياتنا بشكل عام، ونحن الآن أمام تغيير كامل وجذري في نمط حياتنا، وقد يكون هذا التغيير فُرض علينا نتيجة الوضع الراهن، حتى بعد انتهائه على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة، فعلى المستوى الفردي يجب علينا التغيير من شكل علاقاتنا وعاداتنا الاجتماعية بشكل عام، أما على مستوى الجماعة فيجب على المجتمع التغيير في مناسباته وغيرها والحد منها، بالإضافة إلى عاداتنا الغذائية والتعود على التقنين والترشيد.