يَقُولُونَ:يُشَارُ إليه بالبِنانِ-هكذا بِكَسْرِ الباءِ-والصَّوابُ أن يَقُولُوا: يُشَارُ إليه بِالبَنانِ-بِفَتْحِ الباءِ- لأنَّ (البِِنانَ) غَيْرُ (البَنانِ).
فالبِنانُ-بِكَسْرِ الباءِ-جَمْعُ: بِنَّةٍ؛ وهي الرَّائِحَةُ طَيِّبَةً كَانَتْ أو كَرِيهَةً.قال الشَّاعِرُ:
وَعَالَتْ بِنَانُ المِسْكِ وَحْفًا مُّرَجَّلاً
عَلَى مِثْلِ بَدْرٍ لاحَ في الظُّلُمَاتِ
قال الخَليلُ: والبِنَّةُ: الرِّيحُ مِنْ أَرْبَاضِ البَقَرِ والغَنَمِ والظِّباءِ. وقد يُسْتَعْمَلُ في الطِّيبِ؛ فيُقالُ: أجِدُ في هذا الثَّوْبِ بِنَّةً طَيِّبَةً مِنْ عَرْفِ تُفَّاحٍ أو سَفَرْجَل. وأجِدُ بِنّةَ الغَزْلِ مِنكَ؛ أي: أنتَ حائِكٌ. ومن الـمَجَازِ: أبَّنُوا بالمكانِ: أقَامُوا به؛ وأَصْلُهُ ما يَحْدُثُ فيه من بِنَّةِ نَعَمِهِم؛ أي: رائحتها. ثُمَّ كَثُرَ حتَّى قِيلَ لكلِّ إقامةٍ: إِبْنَانٌ؛ فَقِيلَ: بَنَّ بالمكانِ يَبِنُّ بَنًّا؛ إذ أقام به ولَزِمَهُ.
أمَّا البَنانُ-بِفَتْحِ الباءِ-فهي: أَصَابِعُ الْيَدَيْنِ. ويُقَالُ: هِيَ أَطْرَافُهَا. وواحِدَتُها: بَنَانَةٌ. قال الشَّاعِرُ:
لا هُمَّ كَرَّمْتَ بَنِي كِنَانَهْ
لَيْسَ لِحَيٍّ فوقهم بَنَانَهْ
أي: ليس لأحدٍ عليهم فَضْلٌ؛ قَيْسَ إِصْبَعٍ واحدة.
كُنَّاشَةٌ لُّغَوِيَّةٌ:
«يُشَارُ إِلَيْهِ بِالبَنانِ» لا «بِالبِنانِ»
30 يوليو 2008 - 19:57
|
آخر تحديث 30 يوليو 2008 - 19:57
تابع قناة عكاظ على الواتساب
أ.د. مُحَمَّد يَعْقُوب تُرْكِسْتَانِيّ