-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
صحيفة «عكاظ» انفردت بالخبر من مصادرها الموثوقة ونقلته بكل حياد واحترافية وبينت ما على المتهم بالتحرش في قضية (هاتي بوسة) من ادعاءات زميلته وما له من نفي لادعاءاتها بناء على ما وردها عن الحكم وتسبيبه، فجاء في «عكاظ» نصا ما يلي: «وأوضحت المحكمة في قرارها (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) أن لها سلطة تقديرية كون نظام مكافحة التحرش وضع العقوبات على الخيار بين الغرامة والسجن، وبينت أنه لم يثبت إدانة المتهم بلمس الموظفة‏ ولم يقدم المدعي العام بالنيابة دليلا على ذلك». حسنا نحن أمام نظام مكافحة تحرش منح القاضي خيارات وأمام تسبيب للحكم تطرق لفقرة في النظام تخير بين الغرامة والسجن وأمام متهم نفى كل ادعاءات وتسجيلات وتهم خصمه واعترف بلفظ زل به مازحا، كما يدعي، وأمام مدع عام لم يستطع إثبات تهمة اللمس وأن عبارة (هاتي بوسة) لم تتجاوز القول للفعل، وبناء على هذه المعطيات فإن القاضي رأى الأخذ بخيار الغرامة، وهو خيار موجود في النظام، فما الضير في ذلك؟! و لماذا ثار المعترضون على حكم صادر من قضاء نزيه مستقل عادل نثق به جميعا في قضايا أعظم من هذه؟! الحساسية جاءت من ذكر أن المتهم بالتحرش حافظ للقرآن الكريم، وهي دون أدنى شك سبب (تحسس) البعض في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المقالات من ما اعتبروه تخفيفا للحكم، ولكن، بالله عليكم، لو صدر الحكم على ذات المتهم بذات التسبيب وذات الافتقار للأدلة وذات الإنكار للتهم وذات الاعتراف بزلة اللسان وبناء على ذات الاختيار من فقرة النظام (خيار الغرامة)، ولكن دون الإشارة إلى أنه حافظ للقرآن الكريم، هل سيعترض المعترضون ذاتهم؟! أجزم أن هذا لن يحدث. هات عقلانية وهات حياداً وهات تجرداً من التصنيف والشخصنة، وستجد أن نفس حكم القاضي المطلع على كل الحيثيات والظروف والأجواء المحيطة بعبارة (هاتي بوسة) سيكون مقبولا لدى نفس المعترضين اليوم لأن العقل حضر بدلا من العاطفة والحساسية لم تحضر فحضرت قناعتنا السائدة بأن القضاء عادل مستقل نزيه. أما كيف نرضي معترضاً لديه حساسية وتوجس فأقول: يا جماعة خلاص اعتبروه (كرم الله كتاب الله) حافظ أغنيات وزل بعبارة (هاتي بوسة) ولم يثبت عليه غير هذه الزلة والنظام يخير القاضي بين الغرامة والسجن واختار الغرامة، هدئوا من روعكم فالعدالة بخير، وكصيدلي أنصحكم بأفضل دواء للحساسية، إنه حبة حياد مع ملعقة ثقة.