العم سفير «ابو نايف» تختزن ذاكرته الكثير من معشوقته القهوة العربية يعرض جميع انواعها ويتذوقها بعينه قبل لسانه. قبل اكثر من 35 عاما كان يقوم بإعداد القهوة لضيوف والده ومن هنا ترعرع حبه للقهوة والتعرف على اجود انواعها بمجرد النظر الى لونها قبل ان يتذوق طعمها. يروي ابو نايف ان القهوة كانت المشروب المفضل صباحا حيث حرص الاجداد والاباء في الجزيرة العربية على احتسائها مع التمر كوجبة افطار ويعاودون شرابه قبل المساء ولم يكن منزل يخلو منها اما في وقتنا الراهن فقد اصبحت القهوة تعد عند قدوم الضيوف واصبحت انواعها كثيرة مثل القهوة التركية والكباتشينو وغيرها. ويتذكر ابو نايف ان القهوة لم تكن تفارق مجلس والده حتى ينام وكان يحرص على ان يكون الى جانبه ليشاهد كيفية تحضيرها وكان يحرص على انتقاء اجود انواع البن والهيل ومن هنا اكتسب حبه للقهوة حتى اصبحت تسري في دمه ومع مرور الايام اكتسب خبرة واسعة في اعدادها واصبح ملما بكل انواعها.
ويصف ابو نايف القهوة الحالية التي اخذت تغزو الاسواق بانه اصبح من الصعب اكتشاف الاصلية منها من المقلدة حتى انه طرأت له فكرة افتتاح ديوانية لتقديم القهوة العربية الاصلية وجلب اجود انواع البن والهيل.
ويكشف ابو نايف ان هناك انواعا متعددة لدلال القهوة منها الدلة الحائلية والرسلان و البغدادية والقرشية والهندية والباكستانية والحساوية والحبشية ولكن معظم الزبائن يفضلون دلال الرسلان والباكستانية التي تتميز باشكال هندسية قديمة تضفي رونقا خاصاً للقهوة.
وعن اجود انواع البن يشير ابو نايف الى ان اجود انواعه هي: «بن برية وبن الخولاني» وقد تكون مختلطة بانواع اخرى من البن يصعب على الكثيرين اكتشافه الا انه وبحكم خبرته الطويلة في معرفة انواع البن والهيل يستطيع اكتشاف ما اذا كانت اصلية او مخلوطة وذلك منذ الوهلة الاولى.
واشار ابو نايف الى ان هناك قهوة تقدم للضيوف المتعجلين واخرى للذين يطول بقاؤهم عند مضيفهم وهناك قهوة تحتفظ بنكهتها لفترة طويلة واخرى يتطلب تجديدها بين فترة واخرى خلال الضيافة.
ولم يخف ابو نايف تخوفه من منافسة الكباتشينو والاسبريسو والتركية والتي تقدم في محلات «الكوفي شوب» السريعة للقهوة العربية الاصيلة ولكل عشاقها.