-A +A
إدريس الدريس
سأقول بداية من باب تأكيد المؤكد، إن إسرائيل الصهيونية العنصرية هي العدو الأول والواضح والصريح للعرب والمسلمين كونها تحتل فلسطين، على أن العدو الصريح أهون من العدو الملتبس الذي يتستر بالوكلاء من خونة العرب والإسلام كما هو الحال مع إيران التي تحتل 3 دول عربية وأكثر، وهي صاحبة القرار المتحكم بمصائر هذه الدول بواسطة أذرعها ومليشياتها التي تولت زرعها في هذه الدول وسلمتها زمام الأمور.

نعم فإسرائيل تحتل فلسطين وشيئا من سوريا، لكن إيران تحتل العراق ولبنان واليمن وكثيرا من سوريا، وكانت قد تسللت تدريجياً خلال العقود الماضية في بعض الدول العربية حتى جعلت القرار العراقي بيد هادي العامري وهو من أزلامها المخلصين ثم ليصبح العامري في العراق فوق مقام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب. أما في لبنان فيبقى حسن نصر الله هو الحاكم بأمره مندوباً للمستعمر الإيراني والحال من بعضه في اليمن مع عبدالملك الحوثي.


إن بعض العرب يستخذون للمتلون الذي يستخدم الشعارات الشعبوية البراقة والكاذبة ويهز سوط الدين، رغم أن عفونة الرائحة الطائفية تزكم الأنوف. لقد تفوق العامري ونصر الله والرئيس نشار الجسد على شارون في عدد الذين أريقت دماؤهم ومثل بجثثهم من العرب والمسلمين.

وبالتالي فالعدو الصريح أيسر في كيفية المواجهة من العدو الذي له ألف وجه ووجه. وقد أقول هنا إن العدو الإسرائيلي جاء بصيغة المستعمر المستوطن والمقيم وفق منظوره الديني اليهودي، ولذلك بنى وطور المدن الفلسطينية وجعلها مثل المدن الأوروبية والأمريكية التي جاء منها اليهود وبات كثير من فلسطينيي 48 يتمتعون - رغماً عنهم - بالتحضر والمدنية التي صنعها هذا العدو المحتل لبلادهم على العكس من طريقة وطبيعة المحتل الإيراني الذي يأتي بصيغة المستعمر الناهب السارق لمقدرات البلاد والشعوب، حيث يعمد إلى تجويع وتفقير السكان وربط مصائرهم ومقدراتهم بالوكيل أو النائب. لقد ثار الناس في العراق ولبنان بعد أن فقدوا الرخاء الذي كانوا فيه قبل توالي مصائب الولي الفقيه. أما في اليمن فقد تأخرت ثورة الجياع؛ لأن الشعب اليمني لم يشعر بالفرق، فهو في فقر شديد من عهد المتوكل حتى عهد الوكيل، لكن التمادي في تسلط الحوثي قتلاً وتدميراً سيجعل الشعب اليمني يثور على هذا الاستبداد وسيفتحون النوافذ لعاصفة الحزم لكي تطرد إيران وتنشر الأمل.

يقول خلف بن هذال:

من دون صهيون بذتنا صهاينا

تكفر بالإسلام وتركز كماينها

الله يالأنذال يقلع رمسكم عنا

أطماعكم عندنا بانت بواينها.

* كاتب سعودي

IdreesAldrees@