-A +A
حمود أبو طالب
أعتقد لو أمضى وزير الصحة يوماً كاملاً في مجلس الشورى وليس 3 ساعات فقط فلن يغطي النقاش معه كل شؤون وشجون وأوجاع الصحة، ولن يستطيع هو وفريقه الإجابة عن كل التساؤلات المتعلقة بملف الصحة، لأنه ملف متضخم ومزمن ومترهل وشائك، وما كان له أن يكون كذلك لولا التسويف والتباطؤ واختلاف المدارس الإدارية للوزراء الذين مروا على هذه الوزارة، بحيث يمسح الجديد كل ما مضى حتى لو كانت فيه بشارات بتحقيق إيجابيات، إضافة إلى أسباب منها المباح قوله، ومنها ما لا يدخل في تصنيف المباح.

شخصياً، وبعد زمن طويل من العمل في الوزارة أحمد الله أني لم أصب بشيزوفرينيا مزمنة وعصية على العلاج من كثرة ما سمعته ورأيته مع كل مرحلة جديدة في الوزارة. نسفٌ كامل لما مضى وبدء كل شيء من الصفر أو فوق الصفر قليلاً. وعود وإستراتيجيات وخطط وتغييرات، أناس تغادر وأناس تأتي وتغادر كما أتت، اجتماعات ولجان ومستشارون وورش عمل وميزانيات ثقيلة وبنود عديدة، قديمة ومستحدثة، وبعد كل مرحلة يعود العداد إلى نقطة الصفر من جديد. الذي يذهب لا أحد يحاسبه، والذي يأتي يعرف أنه سيغادر ذات يوم دون حساب على قول أو فعل أو تصريح غرّر المجتمع به.


على وزارة الصحة أن تعي جيداً أن المرحلة مختلفة تماماً ولم يعد هناك وقت لوعود يطول تحقيقها وربما لا تتحقق. مشاريع حيوية معطلة منذ سنوات طويلة، خدمات أساسية ما زالت قاصرة، نقص شديد في احتياجات كثير من المناطق، فجوة شاسعة بين ما يتم الحديث عنه والواقع المعاش. صحة الإنسان يا إخواننا ليس فيها أنصاف حلول، إما أن تكون أو لا تكون.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com