مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد يجيء الاهتمام بالمباني المدرسية وصيانتها وتجهيزها لاستقبال الطلاب باعتبار البيئة المدرسية من أهم العوامل المساعدة على التحصيل واستقرار الحالة النفسية للأسرة التعليمية اساتذة وطلاباً. والسؤال الذي تطرحه هذه القضية هو ما اذا كانت المباني المستأجرة مقارنة بالمباني الحكومية تمثل بيئة صالحة لتلقي العلم، والوسائل الكفيلة بإصلاحها مما يهيئ افضل الأجواء المدرسية لطلابنا، ويبدد المخاوف من عدم وجود مخارج للطوارئ بالمدارس المستأجرة. «عكاظ» طرحت القضية على عدد من المعلمات والطالبات والمسؤولين في قطاع التربية والتعليم لمعرفة آرائهم حولها. يتفق جميع الذين استطلعنا آراءهم حول هذه القضية ان المباني المدرسية المستأجرة غير مهيأة لتلقي التعليم فيها نظراً لافتقارها الى ابسط المرافق ومتطلبات السلامة من طفايات الحريق وممرات الطوارئ والسلامة.
وقالوا انها بهذه الكيفية تشكل عائقاً يحول دون البيئة التربوية السليمة الأمر الذي يؤثر سلباً على الطلاب والطالبات مقارنة بالمباني المدرسية الحكومية المعدة اعداداً جيداً لتلقي المعرفة والمجهزة بالمختبرات ومعامل الحاسب الآلي والساحات الفسيحة والمكتبات وغيرها من المرافق الحيوية الاخرى مما ينعكس ايجاباً من الناحية النفسية على الطلاب ويؤدي الى استقرارهم واستفادتهم وتحصيلهم.
ومما يميز المباني الحكومية عن المستأجرة، أشاروا الى مساحاتها الواسعة، وتعدد مرافقها، وتجهيزها بوسائل الأمن والسلامة وتأثيثها وقدرتها على استيعاب اعداد اكبر من الطلاب، في حين فضّل البعض ضيق مساحة المبنى المستأجر من حيث استيعابه لعدد محدود من الطلاب يمكن السيطرة عليهم ومتابعتهم.
وسائل السلامة الغائبة
في رأي مديرة الابتدائية الثانية بالليث آمال رضوان ان المستأجرة لم تعد اصلاً لاستقبال الطلاب فلا صالات ولا مقرات لممارسة الأنشطة ولا مكتبة ولا وسائل سلامة لحماية الطلاب عند الحوادث لا قدر الله.
غياب الساحات
واضافة الى ذلك لا يوجد في المبنى المستأجر سوى مدخل واحد للدخول وآخر للخروج فضلاً عن عدم وجود ساحات واسعة كما ان المقصف المدرسي لا توجد له غرفة مجهزة خاصة به بعكس المبنى الحكومي الذي توجد به مميزات كثيرة ومساعدة لنجاح العملية التعليمية من حيث وجود الغرف الواسعة والساحات وغرف للانشطة وعدة مخارج كما تتوفر فيه وسائل السلامة ومخارج الطوارئ ولذا لا بد من الاسهام في المحافظة عليه من خلال التوعية لكل من يستخدم هذا المبنى من طالبات ومعلمات ومستخدمات والحرص على اظهاره بالشكل اللائق والمحافظة على محتوياته من اجهزة وجدران وتكون المتابعة بشكل يومي.
كما انه من المهم ان نغرس في نفوس الطالبات اهمية هذا المبنى وكيفية المحافظة عليه وتقدير جهود الدولة من خلال الاذاعة المدرسية والمطويات والنشرات وتشجيع الطالبات على المحافظة عليه.
نقلة نوعية
واعتبرت حليمة الزهراني -معلمة- المباني المدرسية الحكومية نقلة نوعية في التعليم كما ان استبدال المباني المستأجرة بالمباني الحكومية هو الطريق لإيجاد بيئة مدرسية تتسم بالكمال وتتوافر فيها مقومات العملية التعليمية ولا يخفى ان المبنى المستأجر لا يسمح بإنشاء المزيد من الفصول الدراسية ويلاحظ تكدس الطالبات في الفصول وانتشار الامراض المعدية بين الطالبات بصورة سريعة خلاف المبنى الحكومي الذي يكون محفزاً للتعليم والابداع والتميز لسعة مساحته وكثرة صفوفه.
كما انه في حالة تزايد عدد الطالبات فهناك امكانية بناء فصول اخرى بالمدرسة لتوفر مساحة كبيرة في الساحة الخارجية المحيطة بالمدرسة، علماً بأن الأماكن الضيقة تفقد الانسان التمتع بحيز الفراغ مما يسبب الاختناق النفسي والشعور بضيق الصدر ولا شك انه قاتل للابتكار والابداع عكس الاماكن الفسيحة لذا يجب على كل معلمة ان تغرس في نفوس طالباتها حب المحافظة على جميع مرافق المدرسة فالمدرسة تعتبر بيت الطالبة الثاني.
فصول واسعة
خلود باوزير طالبة تجد فارقاً كبيراً بين مدرستها المستأجرة السابقة والحكومية الحالية من حيث الفصول الواسعة والمرافق المتعددة.
وقالت اهداب البركاتي ان اهم ما يميز الحكومية وجود مخارج للطوارئ والممرات الواسعة.
تهوية
وأشارت الطالبة سمية السحتوت الى عوامل التهوية والصيانة المستمرة التي تميز الحكومية عن المستأجرة.
استبدال المستأجرة
الى ذلك يؤكد مدير التربية والتعليم بالليث عبدالعزيز بن محمد المهداوي ان الجهود مستمرة لاستبدال المباني المستأجرة بالمباني الحكومية واضاف: ان نائب وزير التربية والتعليم اثناء جولته بعدد من مناطق المملكة اشاد بالجهود المبذولة لإيجاد الاراضي المناسبة لإقامة المشاريع الخاصة بالمدارس الحكومية حيث ان 80% من ادارات المناطق التي زارها النائب لا يوجد بها اراض مهيأة لإقامة مبنى حكومي.
وأكد المهداوي انه بنهاية عام 1429هـ سيتم الانتهاء من جميع مشاريع المدارس الحكومية بالمحافظة ولا يبقى من المهام سوى التركيز على التخطيط والتطوير وتوفير الاحتياجات الاخرى من المعامل والمناشط الاخرى والتقنية وبعد الانتهاء من المباني المستأجرة سيتم دراسة تخصيص مشاريع اضافية للمدارس التي تضم اكثر من مرحلة ليتم فصل كل مرحلة بمبنى مستقل.
14 مشروعاً
وأوضح مدير شؤون المباني م. هشام محمد الزائدي ان ادارة شؤون المباني بإدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة الليث تعنى بتهيئة مناخ تعليمي جيد من جميع النواحي المتعلقة بالمبنى المدرسي حيث تضم الادارة عدة اقسام هي:
- قسم الاشراف والتنفيذ ويقوم بالاشراف على طرح المشاريع والاشراف على تنفيذها.
- قسم التشغيل والصيانة، ويقوم بعمل الصيانة اللازمة للمباني المدرسية والادارية (صيانة بشكل مستمر للمبنى+ ترميم المباني المدرسية+ تأهيل المدارس بوسائل السلامة+ اضافة فصول).
- قسم الاراضي والبرمجة ويقوم بعمل الدراسة اللازمة للتخلص من المباني المستأجرة وتوفير الاراضي وعمل الكروكيات والميزانيات الشبكية لاقامة المشاريع عليها.
- قسم التجهيزات المدرسية ويقوم بتوفير الأثاث والأدوات والمعامل اللازمة للمبنى المدرسي.
ومن ابرز الانجازات الاشراف على تنفيذ المباني الحكومية ومحاولة وضع الخطط والدراسات للتخلص من المباني المستأجرة وفق الدعم المستمر من الدولة حيث يوجد عدد (10) مدارس حكومية قديمة - خلال الثلاث السنوات السابقة تم الانتهاء من تنفيذ عدد (14) مشروعاً بتكلفة (55) مليون ريال وجار تنفيذ (5) مشاريع بتكلفة (18.4) مليون ريال وطرح عدد (15) مشروعاً وجار تعميد المقاولين لتوقيع العقود بتكلفة (32) مليونا.
كما تم اعتماد (36) مشروعاً في ميزانية 1427/1428هـ بتكلفة (56) مليون ريال واعتماد مبنى للاشراف التربوي وبتكلفة (6) ملايين ريال ومن خلال المشاريع الموضحة اعلاه يكون تم التخلص من جميع المباني المستأجرة.
مدارس جديدة
الى ذلك كشف وكيل وزارة التربية والتعليم للمباني بتعليم البنات المهندس عبدالرحمن الاحمد عن الاستغناء عن (577) مبنى مدرسياً مستأجراً للبنات واستبدالها بمبان حكومية حديثة وتوفير (57.8) مليون ريال سنوياً كقيمة لايجاراتها..
وقال لـ«عكاظ» ان الوزارة تمكنت من الاستغناء عن (370) مبنى مستأجراً منذ مطلع العام الهجري الجاري وحتى الآن في اطار خطة الوزارة للتخلص من المباني المستأجرة وتوفير مبان تعليمية تناسب العملية التعليمية.
وقال المهندس الاحمد ان العمل يجري في تنفيذ (899) مشروعاً بتكلفة تبلغ (679.4) مليوناً وطاقة استيعابية تبلغ (578.155) طالبة مشيراً الى انه تم الانتهاء خلال عام 1428هـ من (397) مشروعاً تبلغ تكلفتها (1.659) مليار ريال وطاقتها الاستيعابية (223.284) طالبة منها (105) مشروعات تم الانتهاء منها خلال العطلة الصيفية وستتم الاستفادة منها مع بدء العام الدراسي القادم 1428/1429هـ.
وأكد وكيل الوزارة للمباني بتعليم البنات ان وزارته اولت برامج الصيانة الصيفية للمباني المدرسية والتعليمية جل اهتمامها حيث طالت جميع المباني.
مشيراً الى ان المبالغ المخصصة للصيانة في العام المالي الجاري بلغت (853.357) مليون ريال تشمل (250) مليوناً للتأهيل و(150) مليوناً للترميمات و(100) مليون للفصول الدراسية و(50) مليوناً للمظلات و(38.653) مليوناً لتأمين المكيفات والبرادات ومليونين لتأمين مولدات كهربائية و(65.148) مليوناً لصيانة المباني والاجهزة و(50.129) مليوناً لمخصصات الصيانة الطارئة و(18.800) مليوناً لصيانة المكيفات والبرادات و(18.800) مليوناً لقطع الغيار و(111.825) مليوناً لنظافة المباني.
تتكدس بالطلاب بدون تهوية أو مخارج للطوارئ
المباني المستأجرة.. الدراسة داخل الغرف الخانقة
28 أغسطس 2007 - 20:11
|
آخر تحديث 28 أغسطس 2007 - 20:11
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ياسمين الحمد (جدة)