التصاميم الهندسية القديمة والأسقف الخشبية وواجهات العمارة الاسلامية القديمة ومشربيات مكة ورواشينها تواجه بمفردها جبروت الحضارة الحديثة وطغيان عماراتها الشاهقة.. غير انها لا تزال صامدة في وجه البلدوزر مؤكدة انها الأقوى والأعرق حضارة وقدماً وحنيناً وارتباطاً بالماضي.
في المنطقة المركزية بمكة المكرمة كشفت جولة «عكاظ» كثيراً من العشاق الذين حافظوا على منازلهم الأثرية ذات الطابع التقليدي التي ينبعث منها تاريخ الأقدمين واصالة الأمس، المشربيات الطويلة والأسقف المعلقة رعى مصمموها حرمة المرأة وعفتها وهي تنظر من خلالها الى الدنيا دون ان يراها احد وفق تصميم مبتكر يسمح بالارسال ولا يسمح بالاستقبال لا لشيء الا لخصوصية المجتمع وعاداته وتوجهاته.
اضافة الى الآيات القرآنية والنقوش المعمارية التي تزين واجهة المباني وهو ما يبعث على الافتخار والزهو بكل ماهو عربي واسلامي في هذه البقعة المباركة.
المهندس محمد آل زيد وهو احد الباحثين بالتراث المكي والعاشقين له يقول طغت المباني الاسمنتية بشكل مزعج حتى طمست هوية الحي واصبحنا وكأننا في مدينة عالمية ليست اسلامية لها خصوصيتها وتقدمها، وطالب آل زيد الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة بأن تهتم بهذا الجانب وان تعيد للمنطقة المركزية هويتها وطابعها التقليدي، واضاف آل زيد (وهو حاصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية).
يجب ان تكون هناك بحوث جادة للمحافظة على ابقاء اطلال الماضي العمراني واعادة صياغته بتصورات معاصرة مع الاحتفاظ بالأصالة والخصوصية، من خلال استغلال المنطقة المركزية بمكة المكرمة وتحويلها بما يكفل تلبية احتياجات المجتمع الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية، وانشاء حي تشكيلي للمحافظة على النسيج العضوي المعماري. وقال ان من حسن الطالع ان هناك منازل لا تزال تحكي لنا وبشكل واضح ثقافة أهل مكة القدماء. ولهذا لا بد من استنساخها وتطبيق معالمها على باقي المباني الاخرى.
باحث يدعو الى استنساخ بيوت المركزية
مشربيات مكة تخشى «البلدوزر» والأسمنت
23 أبريل 2006 - 19:33
|
آخر تحديث 23 أبريل 2006 - 19:33
تابع قناة عكاظ على الواتساب
محسن الشريف (مكة المكرمة)