نحمد الله أن أصبحنا في زمن تؤكد فيه أعلى سلطة دينية في بلادنا ممثلة في هيئة كبار العلماء أن الانتماء للوطن فوق كل انتماء بعد الإسلام بعد أن مرت علينا حقبة حاول بعض المتشددين فيها إيهامنا أن الانتماء للوطن نقيض للإسلام وبلغ بهم الاستعلاء المبني على الجهل أن لم يجدوا ضيرا أن يسموا الوطن الوثن وأن يعتبروا الانتماء إليه ضربا من الشرك الذي لا يليق بمسلم أن يقع فيه، وأن حب الإنسان لتراب وطنه حب للتراب الذي تصنع منها الأوثان، كما كانوا يعبرون في خطاباتهم التي حاولوا من خلالها إفساد الشباب وفصم عرى العلاقة التي تربطهم بأوطانهم ومجتمعاتهم ومؤسسات دولهم.
نحمد الله أن مرت تلك الحقبة السوداء التي لفنا غبارها طويلا حتى إذا انجلى اكتشفنا أن أشباه العلماء والدعاة الذين كانوا يستنكرون على الناس انتماءهم لأوطانهم باسم الانتماء للإسلام هم في حقيقة أمرهم لا ينتمون لا للوطن ولا للإسلام كذلك، وأن محاولاتهم التي كانوا يبذلونها لتجريد المواطنين من انتمائهم لوطنهم ليست سوى خطوة أولى يهيئونهم بها لكي يكونوا سلاحهم الذي يضربون به تلك الأوطان ويعبثون بأمنها ويهدرون مقدراتها ويفتكون بأرواح الأبرياء فيها.
لقد كان أولئك الذين يسمون الوطن وثنا يصنعون خلال تلك الحقبة من أنفسهم أوثانا لا يناقشهم أحد في ما كانوا يفترونه على الناس باسم الإسلام إلا أخرجوه من الإسلام ولا يعترض عليهم فيما يزعمون معترض إلا رموه بالفسق والمروق عن الدين، وهم إنما كانوا يفعلون ذلك لكي يخرجوا أجيالا ممن يريدون منهم أن يسمعوا ويطيعوا، معطلين عقولهم مستسلمين لهم يلقنونهم ما يشاؤون ويأمرونهم بما يريدون ويوجهونهم لتنفيذ ما يطلبون.
نحمد الله على ما صرنا إليه ونسأله تمام العافية مما كنا عليه.
Suraihi@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة
ونجونا ممن يعتبرون الوطن وثنا
24 سبتمبر 2016 - 22:12
|
آخر تحديث 24 سبتمبر 2016 - 22:12
تابع قناة عكاظ على الواتساب