خالد العتيبي، أحد أفراد الخلية الإرهابية التي تم الإعلان عن ضبطها مؤخرا، اختصر المسافة بين التفحيط والإرهاب، كان مفحطا، حسب التقرير الذي نشرته عكاظ يوم أمس، وحين تاب عن التفحيط أطلق لحيته وانضم إلى الجماعات الإرهابية، حيث تم تجنيده من قبل الموقوف عقاب العتيبي المتهم الرئيسي في عدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال أمن في الرياض وتفجير مساجد بالمنطقة الشرقية.
وبين الإرهاب والتفحيط علاقة تتمثل في أن كليهما يمثل وجها من أوجه المغامرة التي يحاول من خلالها المفحط والإرهابي تعويض إحساس حاد بالفشل وشعور كامن بالنقص، وهي مغامرة تستند على المجازفة بالحياة وتعريض النفس التي أمر الله بحفظها للخطر وإهدار ما يتوجب عليه صيانته والحرص عليه، ولا تتوقف استهانة المفحط والإرهابي على روحه فحسب بل بأرواح الناس من حوله، ولا تفريطه بممتلكاته وإنما بممتلكات الآخرين ومقدراتهم.
ما يحاول أن يوهمنا به أولئك الإرهابيون أو يتوهمونه هم أنفسهم من استشعار للمسؤولية واهتمام بقضايا الأمة وحرص على إعلاء شأن الدين ليس سوى القشرة البراقة الزائفة التي تخفي خلفها ثقبا أسود من اللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية والشعور بالفراغ والوقوع في دائرة العدم.
ما يجمع بين التفحيط والإرهاب هوة سحيقة من الإحساس بالفراغ، فراغ الروح من القيمة والمعنى، هوة سحيقة من العجز عن تحقيق الذات ومن ثم نمو الرغبة في التخلص من هذه الذات التي عجزت عن تحقيق ما يمنحها قيمة ومعنى ودورا تشارك من خلاله في بناء المجتمع.