في مقام حديثه عن الاشتراطات التي يجب توافرها فيمن يزاولون الرقية الشرعية أشار أحد المسؤولين في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى أن من تلك الاشتراطات «أن يكون مشهودا له بالعقيدة الصحيحة بعيدا عن الخرافات والبدع». ولسنا هنا في مجال الحديث عن الرقية الشرعية التي استغلها الكثيرون فتاجروا بها وأساءوا استخدامها وانحرفوا بها عن النهج الذي ينبغي أن تتم به فتلك مسألة أخرى أحوجت المسؤولين إلى وضع الضوابط والاشتراطات التي يجب توافرها فيمن يمارسون الرقية ثم كلفت لجان لمتابعة الرقاة والتأكد من التزامهم بتلك الضوابط والاشتراطات.
ما يعنينا هنا هو استسهال الحديث عن العقيدة ليس في هذا المقام وإنما في كثير من المقامات وليس من قبل هذا المسؤول وإنما من قبل الكثيرين كذلك وكأنما بمقدور الإنسان، أي إنسان، أن يطلع على عقيدة من يشاء ويعرف مدى صحتها وسلامتها أو انحرافها وزيغها ثم ينصب نفسه بعد ذلك ليقوم مقام الشاهد عليها أو الشاهد لها.
هناك استسهال للحديث عن «العقيدة» رغم أنها في الأصل مأخوذة مما يعقد عليه القلب فلا يطلع عليه إلا الله، ولذلك يكون بمقدورنا أن نعرف دين الإنسان مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا ما دام هو يعلن عن دينه، كما يمكن لنا أن نتحدث عن أعماله سواء كانت مستقيمة أو منحرفة، متوافقة مع ما يقره الشرع أو خارجة عنه، تابعة للسنة أو مستغرقة في البدع والخرافات، فلنا ما يظهر من عمله وليس بمقدورنا أن نعرف حقيقة معتقده فذلك أمر لا يعرفه إلا الله المطلع وحده على قلوب خلقه.
ولذلك جاء في الهدي النبوي (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه...) فالدين معلوم والخلق تشهد به وعليه وله تصرفات الإنسان وسلوكه ولذلك يكون بإمكاننا معرفة الدين والرضا عن الخلق، ولم يقل صلى الله عليه وسلم (من ترضون عقيدته) لأنه يعلم أننا لا نستطيع أن نشق عن قلب الإنسان فنعرف عقيدته.
استسهال الحديث عن «العقيدة»
20 سبتمبر 2016 - 21:17
|
آخر تحديث 20 سبتمبر 2016 - 21:17
تابع قناة عكاظ على الواتساب