لو تأمل كل واحد منا عدد الأجهزة التي يملكها في بيته وعدد أنظمة التشغيل التي يعمل عليها، فإنه بلا شك سيصل إلى عدد يعكس في جزء كبير منه مدى شراهتنا الاستهلاكية ومدى إنتاجيتنا المتدنية. لسنا كائنات آلية فارغة، نحن كلنا نسعى وراء العلم من المهد إلى اللحد في تخصصات مختلفة ومراحل دراسية وتعليمية متنوعة، ونمثل مواقع متعددة في السلم الاجتماعي والنظام الأسري، نحن ببساطة أناس لنا حياتنا الخاصة ومشاغلنا الخاصة وهمومنا الخاصة وأجهزتنا المتصلة مع أجهزة الآخرين مكونة شبكة علاقات كبيرة متداخلة، تكون دائما السبب في أشكال من الفشل الذي نعانيه، فكم مرة فتحت يوتيوب لمشاهدة درس ما، وخرجت بعد أربع ساعات بعد أن شاهدت ما لا يقل عن عشرة مقاطع لم تكن في حاجتها ولم تنتفع بها، والأسوأ أنك لم تشاهد بعد مقطعك المطلوب ولم يتحسن مستواك في التصميم ولا الإنتاج ولا المعرفة ولا التقدم. بكل أسف التخمة التقنية أصابت نظام «بصمة رقم الجوال» فجاء فوج من البشر كل يحمل رقما أو أعدادا من الأرقام للهاتف النقال يطلب ويحاول أن ينفذ نظام «البصمة»، وحيث إن أعداد أرقام الجوالات بالملايين ونظرا إلى أن اساس نظام شركات الاتصالات لم يوضع من الأساس لكي يستوعب هذا الكم الهائل من التخمة التقنية وبما أن كل بطن لها حدود نتج عن ذلك «تخمة نظم التقنية لدى شركات الاتصالات فأصيبت بمرض «تخمة التقنية» فتوقفت عن العمل. اليوم تتجه نحو إحدى شركات الاتصالات لكي تصدر لنفسك شريحة فيأتي قول موظف الشركة بقوله: السيستم داون. بالعربي توقف عمل نظام الشبكة الآلية للشركة بسبب تخمتها من جراء تنفيذ نظام «بصمة رقم الجوال» لملايين الأعداد تفوق الاستعداد التقني لنظام الشركة وبهذا يتوقف عمل النظام. يقوم فني هذا النظام بتفعيل مؤقت لتشغيل النظام أو السيستم يعمل لعدة ساعات ويتوقف مرة أخرى بسبب «تخمة التقنية» والحل المؤقت. وهكذا تستمر الأمور لأننا أردنا أن نطبق نظاما لم نكن مستعدين له من الأساس. لا شك أن التقنية هي آلية عمل تحمل في طياتها معنى التطوير وتعود بالنفع في أغلب الأحيان. والتقنية هي من معاني التقدم والتطوير. ومع حضور أي تقنية ليس كلها بل الأغلب نجد أنها تقابل بردة فعل وضجة اجتماعية هائلة وبدلا من هذا كله أليس من الأفضل لو أن قراءة هذه التقنية قامت على تقوية الإتقان في عملنا لتصبح التقنية رافدا بناء بدلا من تعطيل وتأخير وتأخر بسبب "تخمة التقنية". للأسف الشديد مجتمعاتنا ينقصها الإتقان في العمل فنحسن في استخدام التقنية. في كثير من الأحيان نجد استخداماتنا للتقنية أمرا غير ذي جدوى ولا يطمح لهدف نبيل أو معنى حضاري صادق، فالكثير من المجتمعات تلهث خلف أحدث التقنية فقط للاستفادة منها كمظهر للتفاخر والبذخ بينما نفتقر الى أدنى مستوى من الإتقان. مفهوم التخطيط الإستراتيجي للمعلومات مفهوم حديث نسبيا، ولا يتضح للكثيرين أهميته وتأثيره الإيجابي الكبير على الأداء في المنشأة. ولكن وضع خطة إستراتيجية معلوماتية واتباع منهج علمي سليم في تطوير نظم المعلومات سيحقق بإذن الله تعالى المتطلبات التي نطمع لها. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
للتواصل ((فاكس 0126721108))