شباب اليوم أصبحوا يفسرون الآيات والأحاديث بالجزء الذي يوافق رغبتهم ويتركون باقي الآية أو الحديث حيث لا يتفق مع رغباتهم ومن أمثال هذه الأخطاء هي التي تخص إقبال الشاب للزواج واختيار رفيقة دربه وربة بيته وأم أبنائه فيسعى للبحث عن تطبيق الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. من هذا الحديث كثير من الشباب والشابات يتذكرون الجزء الأول من الحديث ويكررونه ويتعاملون به وهو أن اختياره زوجته يجب أن يكون للجمال والمال فإن وجد هاتين الصفتين اكتفى بهما ويهمل باقي الحديث أي لحسبها ودينها الذي يؤكد قوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. هل يا ترى يعرف شباب وشابات اليوم معنى ومقصد وتوجيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لإضافة باقي الحديث. المعنى حسب تفسير الشيخ عبدالعزيز بن باز (يرحمه الله) هو إن لم تكن العروس بها الحسب والدين كل جمال ومال العروس مع مرور سنوات العشرة سيصبح مثل التراب في الأيدي لا يبقى منه شيء وما تم الاختيار لوجوده أصبح لا وجود له فبذلك تصعب العشرة واستمرارها. وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها. وإنما المعنى أن هذه مقاصد الناس في الزواج مختلفة، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروا لوجود إحدى الخصال السالفة الذكر، واللائق بذوي المروءات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدوم أمره. لنعلم إخواننا أنه من تزوج المرأة لمالها مات فقيرا ومن تزوج المرأة لحسبها مات ذليلا ومن تزوج المرأة لجمالها مات تعيسا ومن تزوج المرأة لدينها مات سعيدا. جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وأنبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئا من ذلك: أما أمي فإنها زوجة كانت لمجوسي، وقد سماني جعلا (جعرانا)، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا. فالتفت أمير المؤمين إلى الرجل، وقال له: أجئت إلي تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك. ولنعلم إخواننا أن الزواج ومقاييسه هو عبارة عن معادلة خوارزمية فمن تزوج المرأة لدينها تحصل على علامة 1 ومن أضاف للدين الحسب فقد أضاف صفرا على اليمين فتصبح علامته 10/10 ومن أضاف للدين الحسب والمال فقد أضاف صفرا آخر فتصبح العلامة 100/100 ومن أضاف للدين الحسب والمال والجمال فقد أضاف صفرا آخر فتصبح العلامة 1000/1000 ومن تزوج المرأة لجمالها وحسبها ومالها وغاب الدين تظل الأصفار الثلاثة ويمسح الواحد فتكون النتيجة أصفارا لا غير.
للتواصل (( فاكس 6079343 ))