-A +A
صالح إبراهيم الطريقي
أرى أن أهم ما قيل في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة بالرياض، جاء على لسان وزير الخارجية السعودي «الأمير سعود الفيصل»، إذ أعاد الأمور لنصابها من جديد، وأكد أن الظروف والأحداث والمتغيرات التي شهدتها الساحة العربية خلال العامين الماضيين، سببها ظروف تنموية واقتصادية واجتماعية، وأن على الدول العربية وضع استراتيجيات اقتصادية لتلبي احتياجات المواطن العربي.
هذا التوصيف الدقيق أعاد «الربيع العربي» لمربعه الأول أو المسبب له «عيش حرية عدالة اجتماعية»، بعد أن حاولت بعض أحزاب الإسلام السياسي التي وصلت للسلطة أخذها لمسار عقدي وأن الثورة دينية وليست اقتصادية، وأن هناك حربا بين الإسلام وبين معارضي حزب الأغلبية، وأن من يحارب الحكومة يحارب الإسلام، بل إن بعض مظاهرات الحزب الحاكم في مصر كانت تبشر على منابرها وبصريح العبارة «بدأت تباشير فجر الإسلام في مصر»، وكأن مصر قبل الربيع العربي لا تعرف الإسلام، كذلك في تونس كان حزب النهضة يؤكد أن الصراع عقدي بين الإسلام وإيديولوجيات أخرى.
فيما القضية بأكملها لم تكن سوى أزمة اقتصادية وفساد مالي جعل أغلب المواطنين العرب الذين أصبحوا عاطلين عن العمل لا يجدون قوت يومهم، فثاروا على الظلم الاجتماعي، ولم تكن الثورة بسبب اضطهاد الأنظمة العربية للشعب ومنعه من المساجد، ولا هي الحكومات الظالمة هدمت المساجد، كما فعل الحزب «البلشفي» إبان الاتحاد السوفيتي حين أعلن حربه على الأديان فهدم المساجد والكنائس والمعابد.
المدهش في كل هذا أن لا أحد طرح في مصر وتونس طوال عامين فكرة مساءلة الأحزاب التي وصلت للسلطة بالانتخابات، التي كانت تعمل طوال عقود تحت مظلة الأنظمة الفاسدة اقتصاديا، وكانت توفر لأتباعها بعض الاحتياجات، وتقدم لهم المؤن، من أين لها كل هذه الأموال؟.
وهل كانت أحزاب الإسلام السياسي تعمل «داخل المنظومة الاقتصادية التي خلقتها الأنظمة السابقة» طوال تلك العقود والتي قيل إن نظامها الاقتصادي والسياسي فاسد، ودمر الطبقة الوسطى، فاستفادت أحزاب الإسلام السياسي كما استفادت الأنظمة السابقة من هذا التوزيع غير العادل للأموال، الذي أنتج ثورة الفقراء ؟..
أقول هذا لأن السماء لا تمطر ذهبا كما قال «الفاروق» رضي الله عنه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة

S_alturigee@yahoo.com