يكشف تقرير طبي دولي عن علاقة مقلقة بين داء السكري وارتفاع معدّل السكتة القلبية المفاجئة، استناداً إلى تحليل امتد لبيانات نحو 54 ألف حالة وفاة، إذ أظهرت النتائج، بحسب ما ورد في دراسة أجريت في مستشفى جامعة كوبنهاغن، أن المصابين بالسكري أكثر عرضة للوفاة القلبية المفاجئة بما يراوح بين 3.7 و6.5 مرّة مقارنة بغير المصابين، في مؤشر يعيد لفت الانتباه إلى الثقل الصحي والاقتصادي لأحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً حول العالم، وإلى الحاجة الملحّة لفهم مخاطره على الجهاز القلبي الوعائي.

وتبرز الدراسة، أن الفئات الأصغر سناً، تحديداً من هم دون الـ50 عاماً، تواجه خطراً أعلى نسبياً، إذ يصل المعدل إلى سبعة أضعاف عند مقارنة الحالات مع عموم السكان. ويشير الباحثون إلى أن هذه الزيادة لا ترتبط فقط بارتفاع مستويات السكر في الدم، بل تمتد إلى ما يسببه المرض من تغيّرات في الأعصاب القلبية، واضطرابات كهربائية دقيقة، وتصلّب في الشرايين، ما يعزز احتمالات حدوث توقف مفاجئ في القلب دون أعراض سابقة واضحة. ويساهم هذا العامل في تفسير سبب كون عدد من حالات السكتة القلبية لدى مرضى السكري تحدث دون ارتباط مباشر بنوبة قلبية تقليدية.

ويؤكد الاختصاصيون، أن خطورة هذه الأرقام تكمن في تزامنها مع الارتفاع العالمي في معدلات السكري، ومع أنماط الحياة قليلة الحركة، إضافة إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم، وهي عوامل تتكامل في زيادة الضغط على القلب والأوعية الدموية. ويشدّد التقرير على ضرورة الالتزام بالمتابعة الدورية، وضبط مستوى السكر، وتحسين اللياقة البدنية، وتقليل الدهون الضارة، كعوامل يمكن أن تخفّض احتمالات السكتة القلبية حتى لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر.