دخل جيمس هاردن التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما ارتقى إلى المركز العاشر على لائحة هدّافي دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA) عبر مسيرته، متجاوزاً كارميلو أنطوني في ليلة حملت مزيجاً من المجد الفردي والخيبة الجماعية، حيث سقط فريقه لوس أنجلوس كليبرز أمام مينيسوتا تمبروولفز بنتيجة 109-106.


دخل هاردن المواجهة وفي جعبته 28,269 نقطة، متأخراً بفارق 20 نقطة عن أنطوني، قبل أن يحسم المشهد في الربع الثالث من رمية حرة ولمسة تحمل بصمته المعتادة، ليعلن رسمياً انتقاله إلى المركز العاشر في قائمة العظماء. اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً أنهى اللقاء برصيد 34 نقطة من 18 محاولة تسديد، وأضاف 6 تمريرات حاسمة و5 متابعات و4 سرقات للكرة، إلا أن محاولته الثلاثية في اللحظة الأخيرة، التي كان من شأنها معادلة النتيجة، لم تجد طريقها إلى السلة.


قال هاردن بعد المباراة: «إنها نعمة وشهادة على العمل الذي بذلته طوال السنوات الماضية. إنه لشرف كبير أن أتجاوز اسماً بحجم كارميلو، الذي قدم الكثير لهذه اللعبة».


وعلى الرغم من الإنجاز الفردي التاريخي، فإن الصورة كانت قاتمة بالنسبة للكليبرز، الذين عجزوا عن الحفاظ على تقدّم بلغ 18 نقطة في الشوط الأول، ليتواصل موسمهم المتعثّر بوصولهم إلى الهزيمة السابعة في آخر ثماني مباريات. في المقابل، واصل تمبروولفز صحوتهم، بقيادة جايدن ماكدانيلز الذي قدّم أداءً لافتاً بتسجيله 27 نقطة بدقة تصويبية عالية (10 من 13 من الملعب و3 من 3 من الثلاثيات)، فيما أضاف جوليوس راندل 24 نقطة، وسجّل ناز ريد الثلاثية الحاسمة قبل 13 ثانية من النهاية، مانحاً فريقه الفوز الخامس على التوالي.


برقم إجمالي بلغ 28,303 نقاط بعد هذه المباراة، أصبح هاردن على بُعد 293 نقطة فقط من تجاوز شاكيل أونيل صاحب المركز التاسع. ولا يسبقه بين اللاعبين النشطين حالياً سوى ليبرون جيمس وكيفن دورانت، في حين يرسّخ مكانته باعتباره أحد أكثر المسجلين غزارة وتأثيراً في تاريخ اللعبة.


وعلى مدار 17 موسماً، تحوّل هاردن إلى نموذج إحصائي استثنائي، بفضل اعتماده على الثلاثيات والرميات الحرة، وهو الأسلوب الذي قاده سابقاً إلى لقب أفضل لاعب (MVP) وإلى اعتلاء صدارة هدافي الدوري في أكثر من موسم. ويحتل اليوم المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين تسجيلاً للثلاثيات عبر التاريخ، والخامس في الرميات الحرة، والثالث عشر في التمريرات الحاسمة، مقابل وجوده أيضاً بين أكثر اللاعبين ارتكاباً للأخطاء، في صورة تعكس حجم الاستخدام الهجومي الهائل الذي تحمّله على مدار مسيرته.


ورغم الانتقادات التي طالته في محطات مختلفة، ظل هاردن واحداً من أكثر اللاعبين ثباتاً وفعالية في إنتاج النقاط. وإذا ما حافظ على معدل تسجيله الحالي خلال المواسم القادمة، فإن اسمه قد يتقدّم أرقاماً إضافية على السلم التاريخي، وربما يجد نفسه قريباً من أساطير مثل مايكل جوردان وكوبي براينت.


في ليلة قال التاريخ كلمته، بقي فوز مينيسوتا في الهامش الإحصائي، بينما احتل اسم جيمس هاردن العنوان الأكبر كرقم جديد محفور بين أساطير اللعبة.