طابور انتظار التطعيم بمدينة كولون الألمانية. (وكالات)
طابور انتظار التطعيم بمدينة كولون الألمانية. (وكالات)




كادران طبيان يراقبان مرضاهما من خلال الشاشات في باريس. (وكالات)
كادران طبيان يراقبان مرضاهما من خلال الشاشات في باريس. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
لم يعد هناك مكان في أوروبا لم يعرف الإغلاق، وتشديد التدابير ضد غير المطعّمين، وإعادة إلزامية ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، وإلزامية الخضوع للقاحات كوفيد-19. وكانت النمسا، التي تتوقع اليوم مظاهرات من آلاف المناهضين للتدابير الوقائية وإلزامية التطعيم، قد قررت فرض الإغلاق الكامل لجميع أرجاء البلاد، اعتباراً من غدٍ (الإثنين)، ولفترة تستمر 20 يوماً. وجاء الإغلاق بعد يوم من ارتفاع العدد التراكمي لإصابات النمسا أمس الأول إلى أكثر من مليون إصابة، نجمت عنها 11951 وفاة. ويبلغ عدد سكان النمسا 9 ملايين نسمة. كما أن مفاجأة الإغلاق جاءت بعد بضعة أيام فحسب من إعلان حكومة المستشار الإكسندر شالنبيرغ فرض الإغلاق على غير المطعّمين، الذين يعتقد بأنهم يمثلون نحو ثلث عدد السكان. وعلى رغم أن ثلثي سكان النمسا حصلوا على اللقاحات المناهضة لفايروس كورونا الجديد؛ إلا أن الحكومة في فيينا اكتشفت أن إغلاق غير المحصنين ليس كافياً وحده لصد الموجة الفايروسية الراهنة. وأعلن المستشار شالنبيرغ (الجمعة) أنه يتعين على جميع سكان البلاد تحصين أنفسهم باللقاح اعتباراً من فبراير القادم. وقال إن زيادة نسبة التطعيم هي الطريقة الوحيدة لكسر «الدائرة الشريرة». وإذا كانت النمسا هي أول دولة أوروبية تعود للإغلاق؛ فإن تدابير لا تقل تشدداً تم فرضها في عدد من أرجاء القارة الأوروبية، التي تكتوي بلهيب تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً. وتأتي هذه الخطوات المثيرة في سباق محموم مع الزمن لتفادي انهيار المنظومات الصحية التي باتت تئن تحت وطأة المصابين، خصوصاً في النمسا وألمانيا. وكانت ألمانيا سجلت أكثر من 50 ألف حالة جديدة الجمعة لليوم الثالث على التوالي. وقالت إنها قيدت 201 وفاة، ليصل العدد الكلي لوفياتها بالوباء منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 98739 وفاة. وقال مدير معهد روبرت كوخ للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتور لوثار فيلار، إن البلاد دخلت في «حال طوارئ وطنية». وأضاف أنه لم يعد ممكناً ضمان تقديم أي علاج طبي للمرضى في بعض أرجاء ألمانيا، لأن المستشفيات ووحدات العناية المكثفة تكاد تستنفد طاقاتها. وأكدت صحيفة «بيلد» أمس أن سلاح الجو الألماني غدا جاهزاً لنقل مصابين إلى مستشفيات لا تزال بها أسرّة شاغرة. وذكرت أنباء أمس أن ألمانيا اضطرت (الجمعة) إلى نقل مصاب لتلقي العلاج في إيطاليا! وأقر البرلمان الألماني (بونديستاغ) الجمعة صفقة تدابير اقترحتها أحزاب الائتلاف التي ستشكل حكومة ما بعد المستشارة أنجيلا ميركل، تشمل إلزام أفراد الشعب بإبراز شهادات تحصينهم، أو ما يثبت التعافي من الإصابة أخيراً، أو نتيجة سالبة لفحص حديث شرطاً لدخول أماكن العمل، ووسائل النقل العمومي، والمطاعم، والحانات، والمقاهي. وتدرس مقاطعات ألمانية فرض إلزامية التطعيم على مهن محددة، كالكوادر الصحية، والعاملين في دور رعاية المسنين. وفي أتون هذه التدابير القابضة؛ يبدو واضحاً أن الفرص تتضاءل يوماً بعد يوم أمام إمكان تمتع الألمان بأفراح عيد الميلاد نهاية السنة الحالية. وقال خبير المناعة الألماني مايكل ميير هيرمان إن عدد الإصابات الجديدة يتضاعف كل 12 يوماً. وأضاف أن هذا الوضع يتطلب تدابير أكثر تشدداً مما توصلت إليه ميركل مع حكام المقاطعات الألمانية الـ16. وزاد أنه تنبغي إعادة العمل بقاعدة التباعد الاجتماعي، وإغلاق الحانات والأندية، وفرض قيود على عدد حضور المناسبات الحاشدة، وفرض قيود على عدد غير المطعّمين الذين يمكن السماح لهم بمقابلة بعضهم خارج منازلهم. وقالت السلطات الألمانية أمس إن برلين لم يعد فيها سوى 79 سريراً شاغراً في وحدات العناية المكثفة، لعدد سكان يتجاوز 3.8 مليون نسمة. كما أن مدينة ميناء بريمين التي يقطنها 680 ألف شخص لم يبق فيها سوى خمسة أسرّة شاغرة في العناية المكثفة. ويقدر عدد غير المطعّمين في ألمانيا بنحو 15 مليون بالغ. وأعلنت بلدية ميونيخ الأسبوع الماضي أنها قررت إلغاء «سوق الكريسماس»، للسنة الثانية على التوالي بسبب تفاقم الأزمة الصحية.

النمسا لا تريد موجة خامسة ولا سادسة


قال المستشار النمساوي الإكسندر شالنبيرغ (الجمعة) إن النمسا لا تريد موجة خامسة، ولا سادسة من تفشي فايروس كورونا الجديد. وأعلن وزير الصحة النمساوي ولفغانغ مويكستين أن على جميع الطلاب متابعة الدراسة في منازلهم. واعترف شالنبيرغ بأن قرار إلزامية التطعيم مؤلم جداً. لكنه رأى أنه ليس أمامه خيار سواه، في أتون الارتفاع المتواصل في عدد الإصابات الجديدة. وأوضح أن الإغلاق سيكون مبدئياً لمدة 10 أيام، يتم تقويم الوضع الصحي بعدها، مع إمكان تمديد الإغلاق 10 أيام إضافية. وسجلت النمسا خلال الساعات الـ24 الماضية 14212 حالة جديدة. وتعتبر النمسا أقل دول أوروبا الغربية تطعيماً لسكانها؛ إذ لا تتعدى نسبة المحصّنين 66%. وقال شالنبيرغ إنه ومعاونيه ظلوا يعتقدون منذ وقت طويل أنه يمكنهم في نهاية المطاف إقناع الرافضين للتطعيم بالخضوع للقاح. «لكننا وصلنا إلى قرار صعب جداً بأن نفرض إلزامية التطعيم». وقال وزير الصحة موكستين: انقضى 21 شهراً منذ اندلاع الوباء العالمي.. ونحن نعرف أن ذلك لن ينتهي إلا إذا خضع عدد كاف من أفراد الشعب للقاح.