-A +A
سمر طلال شاوش *
تعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية والبيئة الأولى للإنسان والملاذ الآمن والجسر الكبير والسور العظيم الذي تنشأ فيه الأصول والمبادئ وتتكسر عليه كل محاولات الخروج عن محيط الأسرة. فكلما نشأ الشخص في بيئة أسرية أكثر أماناً ومحافظة عليه ومراقبة لأفعاله وتصرفاته وتم الحرص على توجيهه وتعديل سلوكياته، كان الطريق نحو المسار الصحيح أقرب وأوضح وأسهل والعكس صحيح، ولكن هذا المنظور يؤخذ بعين الاعتبار عند التنشئة الأولية.

لابد أن تتخذ الأسرة في الحسبان عدة عوامل مهمة في مسيرتها التربوية للأبناء، لأن بعض العوامل الخطرة لا تؤدي بالضرورة إلى أن يصبح الابن المراهق منحرفاً أو مدمناً، ولكنه قد يصبح أكثر عرضة لها إذا لم يكن لديه الوعي الكافي والإدراك العالي للقدرة على السيطرة على رغباته وميوله تجاه التعاطي والإدمان، ومنها تاريخ الأسرة في تعاطي المخدرات وتعدد المشكلات الأسرية والفشل الدراسي، خصوصا في مرحلتي المتوسطة والثانوية، مع عدم إغفال التأسيس في المرحلة الابتدائية، وضعف الوازع الديني ورفاق السوء والتدخين في سن مبكرة والشغف لمعرفه كل جديد في عالم المخدرات.


وعلى ذلك، فهناك خطوات أسرية للوقاية من الوقوع في براثن المخدرات والإدمان، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مراقبة الابن أو الابنة بطريقه لا توحي بالتطفل والتجسس، وعدم طمس خاصية الاعتماد على الذات ومنح الثقة لهما في حدود اللياقة واللباقة، وفتح الحوار الهادف وممارسة الأنشطة الرياضية.

وأخيراً.. لابد من التواصل مع المتخصص في علاج الإدمان أو زيارة العيادات الخاصة بالاستشارات الأسرية لحل المشكلات والتعرف على دور الإرشاد الأسري في كيفيه التعامل وعدم تعرض الابن أو الابنة للتعاطي والإدمان على المخدرات.

* بكالوريوس علم النفس