السفير وليد بخاري والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان
السفير وليد بخاري والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان
الانتخابات الإيرانية
الانتخابات الإيرانية
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@

عبثاً يحاول «حزب الله» تجميل صورة هزيمته في الانتخابات اللبنانية، بداية عبر تهديد الأكثرية النيابية الجديدة كما فعل رئيس كتلته محمد رعد، ثم عبر ربط فقدانه للأكثرية بعدم حصول أي طرف آخر عليها على قاعدة المثل اللبناني: «كلنا بالهوى سوا»، كما فعل أمين عام «حزب السلاح» حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة. وأخيراً عبر تسويق إعلامه المدفوع وغير المدفوع لمقولة إن سُنّة بيروت صوتوا ضد مرجعياتهم الدينية والسياسية في الداخل والخارج.

لقد خاض سُنّة لبنان بقيادة مفتيهم الشيخ عبداللطيف دريان، وبدعم من أشقائهم العرب في دول الخليج، بشعار واحد «لا للمقاطعة، لا لإخلاء الساحة لحزب السلاح وأعوانه».

لقد تعامل المفتي دريان والدول الخليجية، على أن لا فرق لمرشح سيادي على آخر مهما تنوعت اللوائح وتعددت، فالفائز من أي لائحة سيادية، هو فوز لسيادة لبنان واستقلاله، والمنتصر من السياديين في أي دائرة، هو نصر لهوية لبنان العربية ولانتمائه العربي في المواجهة مع المحور الفارسي وحلفائه.

سفير المملكة وليد البخاري في الأيام التي تلت عودته إلى لبنان استقبل كل المرشحين السياديين في كل اللوائح المتنافسة، تناول فطور أحد الأيام الرمضانية مع رئيس لائحة «بيروت تواجه» الوزير خالد قباني، وتناول السحور مع لائحة «بيروت بدها قلب» التي ترأسها النائب فؤاد المخزومي، كما استقبل مراراً وتكراراً النائب نبيل بدر رئيس لائحة «هيدي بيروت»، فيما تسابق الكثير من المرشحين في اللوائح المتعددة لالتقاط الصورة مع السفير البخاري في حفل توقيع المذكرة السعودية الفرنسية لإغاثة لبنان في فندق «الكمبنسكي»، ولم يكن لدى البخاري أي ممانعة في التقاط الصورة مع أي مرشح طالما أنه يؤمن بالسيادة واستقلال لبنان.

لكن حزب السلاح وأمينه العام وإعلامه يتجاهلون سلسلة من الحقائق:

1- أن محور المقاطعة الذي دعا اللبنانيين وتحديداً المكوّن السنّي للامتناع عن التصويت لإفراغ الساحة للحزب وحلفائه، تلقى هزيمة كبيرة في بيروت وطرابلس والبقاع وصيدا. وكانت شبعا وكفرشوبا البلدتان الصامدتان في أقصى التلال على الحدود الجنوبية إسرائيل «بيضة القبان» في خرق لوائح الحزب في الجنوب الذي لطالما كان مقفلاً بوجه أي خرق انتخابي.

2- انتصر في الصندوق نوابٌ جدد، لطالما عمل تيار المقاطعة ومعه حلف الممانعة على منع دخولهم إلى البرلمان، وعلى رأس هؤلاء اللواء أشرف ريفي والنواب عبدالرحمن البزري، بلال الشحيمي، ورامي فنج.

3- خسر ما يسمى بالمقاطعين والممانعين الأكثرية النيابية لصالح أكثرية تجتمع على ما هو لمصلحة لبنان وتفترق على ما يضر لبنان.

4- اعتُقل سُنّة لبنان في صندوق الخوف من «حزب الله» باستحضار النموذجين السوري والعراقي قبل سنوات، فإذا بصندوق الاقتراع يحطم صندوق الخوف مسقطاً صنم تلك الوثنية السياسية الخادعة.

انتصر لبنان في الانتخابات النيابية.. انتصر مفتي لبنان.

انتصر السياديون.. انتصر الذين لطالما كانوا وما زالوا حريصين على لبنان الدولة، رافضين للبنان الدويلة التي تبدّدت ريحها وتعطلت صواريخها بأصوات اللبنانيين الأحرار.

اللبنانيون في بيروت وغير بيروت بكل صوت وضعوه في الصندوق، كلمتهم كانت واضحة: «إيران.. برا برا».