ممرضة تتفقد مريضا يخضع للتنفس الأنبوبي.
ممرضة تتفقد مريضا يخضع للتنفس الأنبوبي.




 كايل سيديل
كايل سيديل
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
أثار طبيب الطوارئ في نيويورك الدكتور كاميرون كايل سيديل قدراً كبيراً من القلق في العالم أمس الأول (الجمعة) بتحذيره من أن عدد الوفيات الناجمة عن مرض (كوفيد-19) يتزايد لسبب غريب: إنهم يموتون بسبب أجهزة التنفس الاصطناعي التي جيء بها لإنقاذهم. وقال- في مقطع على موقع يوتيوب- إنه وقف على رأس أسرّة مئات المرضى، وشهد المأساة تتكرر كل يوم. وكانت الصين أول من استخدم جهاز التنفس الاصطناعي لمعالجة مرضى (كوفيد-19)، وسرعان ما تلتها أوروبا والولايات المتحدة. وأوضح سيديل أن من الخطأ استخدام تلك الأجهزة لإنقاذ مرضى فايروس كورونا الجديد. وأضاف: (كوفيد-19) ليس التهاباً رئوياً، ولا ينبغي معاملته باعتباره كذلك. أخشى أن استمرار استخدام هذه الأجهزة سيؤدي إلى قدر كبير من الضرر. وجاء مقطع سيديل فيما بدأ أطباء في أرجاء العالم يشككون في جدوى جهاز التنفس الاصطناعي في معالجة (كوفيد-19). ودعا بعضهم إلى إشباع دم المرضى بالأكسجين من خلال قناع الوجه، وليس جهاز التنفس الاصطناعي. وذكرت صحيفة «ميل أون صانداي» البريطانية أمس أن تغذية الدم بالأكسجين من خلال قناع الوجه هي الطريقة التي استخدمها الأطباء في قسم العناية المكثفة بمستشفى سانت ثوماس في لندن لمعالجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال معركته ضد (كوفيد-19). وكان الرأي السائد وسط الأطباء البارزين والقادة السياسيين أنه يتعين تزويد مرافق الخدمة الصحية بتلك الأجهزة، ما أدى إلى ندرتها حول العالم. ولفتت الصحيفة إلى أن ما قاله الدكتور سيديل في مقطعه قد يكون مفتاحاً لمنع مزيد من الوفيات. وتشير إحصاءات بريطانية إلى أن ثلثي عدد مرضى (كوفيد-19) الذين أخضعوا لجهاز التنفس الاصطناعي توفوا، بحسب المركز الوطني لمراقبة العناية المكثفة. وفي نيويورك التي تضررت أكثر من غيرها من ولايات أمريكا من (كوفيد-19)، تشير الأرقام إلى أن 80% من المرضى الذين أخضعوا لأجهزة التنفس الاصطناعي توفوا. وقال رئيس الأكاديمة الأمريكية لطب الطوارئ الدكتور ديفيد فارسي إن معظم مرضاه المصابين بالفايروس نجوا من الموت، لأنه استخدم أنبوباً أنفياً أو قناعاً على الوجه لتغذية مدهم بالأكسجين. وأشار تحقيق إلى أن الأطباء بدأوا يتخلون بشكل متزايد عن جهاز التنفس الاصطناعي لأنهم توصلوا إلى فرضية جديدة، مؤداها أن أعراض الفايروس أقرب لصعوبات التنفس التي تحدث للشخص في الارتفاعات الشاهقة، حيث يتضاءل وجود الأكسجين، أو بسبب التسمم بأول أوكسيد الكربون الذي يمتص الأكسجين من خلايا الدم الحمراء في جسم الإنسان. غير أن مرضى (كوفيد-19) لا يصابون بضرر في الرئتين كالذي يصاب به مرضى الالتهاب الرئوي. وقال سيديل إن المرضى الذين عالجهم كانوا يبحثون عن أكسجين يملأون به رئاتهم، كمن سقط من قمة إيفرست. وذكر أن عضلات الرئة في مرضى (كوفيد-19) قوية، وليست كرئة مريض الالتهاب الرئوي التي تصبح من الوهن بحيث لا يستطيع المريض التنفس، إلا من خلال جهاز التنفس الاصطناعي. وزاد: «إنهم (مرضى كوفيد-19) يعانون فشل الأكسجين، وليس فشل التنفس». وانضم العالم الألماني بجامعة غوتنغن الطبية الدكتور لوشيانو غاتينوني إلى سيديل، بتحذيره في مقال نشرته المجلة الأمريكية لطب العناية الحرجة من أن الاستخدام التقليدي لأجهزة التنفس الاصطناعي قد يلحق ضرراً برئات مرضى (كوفيد-19). وقال رئيس الجمعية الدولية لجراحة الشرايين في إيرلندا الدكتور شريف سلطان إن أجهزة التنفس الاصطناعي ليست حلاً لمشكلة مرضى (كوفيد-19). وقال: علينا أن نكف عن معالجة المرضى من مرض هم ليسوا مصابين به. وأشار إلى أن (كوفيد-19) مختلف عن الالتهاب الرئوي من حيث إن فايروس كورونا الجديد يهاجم كلتا الرئتين في وقت واحد، وهو أمر لا يحدث لمرضى الالتهاب الرئوي.