عبدالله الاسمري
عبدالله الاسمري
-A +A
قال الإعلامي عبدالله الأسمري إن الإعلام ليس إعلانا وهناك فرق، فقوة كل مهنة في أبنائها المتخصصين فيها، الذين يتسلحون بعلومها ويدركون أهميتها وحجم تأثيرها في بناء الأمم وحياة الناس.. الإعلام هو السلطة الرابعة التي يتكئ عليها المسؤول في كشف الخلل وتقويم العمل، وهو سراج المجتمع الذي يضيء له حاضره وصوته العالي في بناء مستقبله.. فمتى تعافى الإعلام قويت نهضة الدول وازدهرت، فالعمل الإعلامي يرتكز على أسس أهمها الكادر البشري المؤهل فكرياً ومهارياً على نشر الوعي واقتناص الأفكار وصياغة آمال الناس وهمومهم. ومن هذا المنطلق لا يمكن أن نقبل ادعاء البعض من العاطلين أو المرتزقة الباحثين عن وجبة عشاء فاخر في أحد الفنادق ذات النجوم الـ5 أن يقدم نفسه كإعلامي، وأعتقد أنه يجب أن نعي أن وسائل التواصل الاجتماعي لها من اسمها نصيب وليست وسائل إعلام والبعض من المنتفعين من هذه الفوضى يسعى لتعميق المناطق الضبابية بين الإعلام والإعلان ليضمن لنفسه مكانا في عالم المال والأعمال الذي يوفره له هذا الوضع، فوضى عارمة يختفي فيها الإعلامي الحقيقي ويبرز الوجه الإعلاني البشع. ويضيف الأسمري، لمعرفة حجم الفوضى التي تعيشها مهنة الإعلام عليك فقط حضور إحدى المناسبات العامة لتكتشف عدد «المتأعلامين» أو بعبارة بسيطة من يقدمون أنفسهم (بالإعلامي)، وأعتقد أن هذا الفعل جريمة احتيال وانتحال والمفاجأة التي قد تصدم الجميع أن هؤلاء المتأعلامين أصبحوا يتعاونون مع جهات حكومية أو ينضوون تحت مظلات مؤسسات تجارية ربحية ليتحركوا في المجتمع كمجموعات خاصة في ظل حرص شركات تنظيم الفعاليات والمؤتمرات على الاستفادة من خدماتهم في الترويج التجاري لتلك الفعاليات بهدف الربح المادي دون الاهتمام بالوعي المجتمعي، وما تم الكشف عنه في الكويت من عمليات غسل للأموال يدعونا جميعاً لمراجعة المشهد الإعلامي وتدقيق السوق الإعلانية عبر ما يسمى (المشاهير)، مع البناء على ما قامت به وزارة الإعلام قبل أشهر بإصدار بطاقات إعلامي للمتخصصين وتجريم كل من يقدم نفسه كإعلامي دون إبراز البطاقة، فلا يمكن أن نمتلك وسطا إعلاميا صحيا وفاعلا دون تطهيره من المرتزقة والباحثين عن الشهرة.