حكمي 9
حكمي 9
-A +A
علي بن محمد الحكمي alshshekh55@hotmail.com
أليست النمذجة التي نعرفها هي نقل الإبداع والمهارة من المبدع إلى غير المبدع عن طريق المحاكاة؟ أليس الغرض منها تحقق نفس النجاح الذي حققه الآخرون إذا استخدمت إستراتيجيات الناجحين نفسها؟ ألم تكن النمذجة هي القيام بدراسة المبدع وبرمجة غير المبدع ليكون مبدعاً؟

ألم تكن النمذجة البسيطة والتي عرفناها هي اكتشاف الطريقة ونقلها، طريقة السلوك، والتركيز على ماذا فعل صاحب الخبرة أو المهارة حتى وصل؟


أليس النموذج أداة للتعلم وعندما تقلد ذلك النموذج ستصل للإجادة وبإمكانك التخلي عنه؟ ومن ناحية أخرى، أليس من المحبط أن تقيد عقلك وفكرك بنموذج معين وتوقف كل قدراتك عند ذلك النموذج؟ أليس من المجحف للعقل وقدراته الضخمة أن تضع له حدوداً تقف عند سقف ذلك النموذج؟ هل نحن بحاجة إلى سقوط النموذج حتى نحرر عقولنا مما أطرناه له؟

ألم تكن الماركسية والشيوعية نماذج عاش المقلدون بها وفي كنفها حتى سقطت واكتشفوا أنهم كان بإمكانهم عدم الوقوع في فخها وتجاوزها إن استخدموا عقولهم؟ وهذا مثال على النموذج الساقط، أوَلم تكن شركتا طيران بوينج وآيرباص مثالاً لنمذجة ناجحة لم نستطع تجاوزها وعندما فكرنا بتجاوزها لنصل إلى الكونكورد سرعان ما سقطت فكرة تجاوزها وظل العقل حبيساً لتلك النماذج؟

هل النموذج نحن من نصنعه لأنفسنا ليصوب حركتنا في الاتجاه الذي نصبو إليه، أم أنه صنع لنا ليقيد حركتنا ولا يمكننا تجاوزه؟

ألم يحن الوقت أن نسقط النمذجة كلياً من حساباتنا حتى نبدع؟ أم نحن بحاجة لنموذج أو قدوة حتى يرسم لنا طريقاً حدد لنا مسبقاً من قبل ذلك النموذج، أليست القدوة التي تقتدي بها ماهي إلا نموذج تسعى لمحاكاته؟

فإن كان ذلك النموذج ساقطاً سقطت معه، وإن كان ناجحاً لم تحقق نجاحاً أو إبداعاً يتجاوزه لأنك أصبحت أسيره، والسؤال الأكبر والذي تبدو إجابته أكبر منه، هل بإمكاننا نمذجة العقل نفسه بحيث يتجاوز النمذجة أو النموذج الناجح؟