أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الخميس)، القبض على أحد أخطر المطلوبين في البقاع المتورط في تهريب المخدرات.
وأكد الجيش اللبناني في منشورات على حسابه في «إكس» اعتقال أخطر المطلوبين نوح زعيتر، موضحا أنه نصب له كمينا على طريق الكنيسةـ بعلبك في البقاع.
المقبوض عليهما
وأوضح الجيش اللبناني أن وحداته تواصل ملاحقة المطلوبين ومروجي المخدرات والمخلين بالأمن في مختلف المناطق اللبنانية.
وأشار إلى أن دورية من مديرية المخابرات في منطقة تل عباس-عكار، قبضت على (ف.م.) لترويجه المخدرات، وضبطت بحوزته كمية كبيرة منها، إضافة إلى ذخائر حربية.
وأكد البيان أن وحدة من الجيش أوقفت عند حاجز الصدقة-عكار (و.ق.) لحيازته كمية من الأسلحة والذخائر الحربية.
وبين الجيش أنه سلم المضبوطات وباشر التحقيق مع الموقوفيْن بإشراف القضاء المختص.
من هو تاجر المخدرات زعيتر؟
ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن المطلوب نوح زعيتر الذي ألقى الجيش القبض عليه اليوم معروف بـ«بارون المخدرات» في منطقة البقاع الشرقي، ويعد اعتقاله نجاحا أمنيا بارزا في سياق الحرب على الجريمة المنظمة.
كان زعيتر، (50 عاما) الذي ينتمي إلى قرية (الكنيسة) بالبقاع المحاذي لسورية، مطلوبا للعدالة منذ سنوات؛ بتهم متعلقة بتصنيع وتهريب المخدرات، ويعد من أبرز تجار المخدرات الذين ينشطون في المنطقة خلال العقدين الماضيين.
علاقة زعيتر بحزب الله
ولم يكن زعيتر مطلوبا للسلطات اللبنانية فقط، بل أيضا للإنتربول الدولي؛ بتهم الاتجار بالمخدرات وتهريبها، وبتهم تتعلق بالإرهاب وتجارة السلاح وخطف واحتجاز الأشخاص، لكن السلطات لم تستطع القبض عليه طوال العقدين الماضيين بسبب أنه يحيط نفسه بحماية مشددة، إلى جانب أنه يحظى بعلاقات مميزة مع «حزب الله»، الذي تؤكد مصادر أنه وراء إفلاته من الاعتقال طوال السنوات الماضية وتمكنه من الهرب في كل مرة، وآخرها في منطقة الهرمل اللبنانية هذا العام، التي تمكن خلالها من الهرب والدخول إلى سورية.
وظهر نوح زعيتر في مارس الماضي أثناء تكريم نواب «حزب الله» و«حركة أمل» في البرلمان اللبناني الذي أقيم في بلدة الشرعوني في قضاء بعلبك اللبنانية، وكان من بين الحضور وزير الصناعة عن «حزب الله» في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن.
ويعد زعيتر واحداً من أكثر الأسماء حضوراً في سجل المطلوبين، بعدما بنى خلال سنوات نفوذاً واسعاً في تجارة وتصنيع المخدرات، خصوصاً الكبتاغون، وتمدد نشاطه على الحدود الشرقية بين لبنان وسورية. وتميّز بقدرته على الإفلات المتكرر من الملاحقات، ما جعله رمزاً لشبكات التهريب في تلك المنطقة، وصولاً إلى دخوله لوائح العقوبات الدولية التي رصدت دوره في نشاطات خطيرة عابرة للحدود.
وتشير المعلومات القضائية إلى أن مذكرات التوقيف الصادرة بحقه تتجاوز الأربعين ما بين قضايا مخدرات واتجار بالأسلحة.
ويُرجّح أن يشكل توقيفه اليوم نقطة تحوّل في الملف الأمني في البقاع، إذ تراهن الجهات الأمنية على تفكيك الشبكات المرتبطة به، وكشف خطوط التمويل والتصنيع والتهريب التي شكّلت واحدة من أعقد المنظومات الخارجة عن سيطرة الدولة. ومن المتوقع أن تتوسع التحقيقات لتشمل أسماء وشركات ومسارات تهريب كانت تستفيد من نفوذه، فيما تنتظر الأوساط القضائية مسار المحاكمة وما سيكشفه من خيوط إضافية.
ويمثل توقيف زعيتر ضربة إضافية لحزب الله خاصة وأن يشكل واحدة من أوسع شبكات الجريمة المنظمة في لبنان، وخطوة يراها كثيرون بداية مسار أكثر جدية في ملاحقة كبار المطلوبين، بعد سنوات من تمدد نشاطهم على حساب أمن الدولة وسيادتها.