-A +A
بشرى الخلف B_alkhalaf1990@
تباينت الحياة كثيراً عما قبل، نعم نحن في أوج تطور جسيم، تطور أشبه بمحاكاة عالم لم نقدم عليه، ولكن وصلنا إليه!.. سيُقتدى بك، ويقلدك البعض، وربما ترى نتاج فكرك يتوارث من جيل إلى آخر وصولاً لجيل لم تعاصره ولم تعلم ما هيَّته!.. لا تذهل من حديثي؛ فهذا جل وحقيقية ما نحياه في عالمنا الذي نتنفس به حياة.

حينما يكن لك صوت ونَفس ومُتنفس وقلم وفكر وحبر؛ سيُسمع منك، سيلوذون إليك بشكلٍ لم تتوقعه من قبل.. كان زوجي يرتشف قهوته اليومية في أحد الفنادق حول المملكة، واختلى بنفسه بعضاً من الوقت؛ لإنجاز الكثير من الأعمال، فوجئ بعد الهدوء الذي كان يعم جدران البهو بضجيج صاخب، التفت ووجد العامة يتسارعون حول أحد المشاهير!..


تفكرت لوهلة وأدركت أن المجتمع يبرمج من خلالهم، من أفواههم، من أفكارهم، ويبرمج كُل البرمجة من التقاطاتهم ليومياتهم؛ فلا نستطيع أن نهرب من حقيقة كتلك مهما اجتهدنا إلا إليها!.. تفكرت بالتربية القادمة لجيل صعب المراس؛ كهذا الجيل ومن يأتي بعدهم.. تفكرت بآلية حجب الرؤية لكل ما يدنس عقولنا وسنينا القادمة وصحائف أعمالنا.. تفكرت بصعوبة التربية وتنشئة جيل في خضم جل ما يحيط بنا من مغريات وإثارات.. نعم إنه القرن الـ21، قرن تباين القدوات، قرن الصعوبة، قرن المتابعة، قرن الموازنة، قرن التركيز على أنفسنا وأبنائنا.

رسالتي البسيطة لكل من كان له صوت مسموع: اعلم أن كل من يتابعك سيكون حجة لك أو عليك، إما أن يرفعك منزلة بالجنة أو يلقي بك في جُبّ الحساب، الكلمة التي تتفوه بها تؤخذ وتسمع منك، فلا تتنازل عن كونك قُدوة صالحة (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر).