-A +A
مي خالد
في حي الرحاب بجدة كان بيتي وكانت مدرستي وكانت جارتنا جريدة عكاظ بمبناها المختبئ خلف الأشجار الطويلة، كنت أشعر بوقع سحر خفي حين أراها. وأتذكر أنني في طفولتي وفي الصف الخامس تحديدا كنت أقرأ في «عكاظ» حلقات مسلسلة لقصة تدور أحداثها في جدة القديمة غالبا في حي الهنداوية، أعرف الآن أنها حلقات من رواية للروائي عبده خال الذي هو مازال أحد كتاب «عكاظ» لكني لا أعرف أي روايته هي بالضبط.

ولهذا السبب ربما ارتبطت عندي الصحف بالحكايات وليس بالعمل الصحفي. حتى كبرت وتعلمت وعرفت. وأصبحت روائية وكاتبة مقال في «عكاظ».


في عام 2009 راسلت رئيس تحرير «عكاظ» الجديد آنذاك وهو الأستاذ الكبير محمد التونسي. بعثت ثلاثة مقالات لي. وبعدها بيومين أو ثلاثة تلقيت اتصالا من أستاذنا الكبير يثني فيها على مقالاتي ومازال ليومنا هذا يثني على ما أنشره مشكورا ومتفضلا. لكنه لم يستكتبني. ربما لمس صغر سني وتجربتي في ذلك الوقت. لكني لم أيأس كما هو واضح.

تذكرت هذا كله وأنا أحضر مساء الإثنين 16 ديسمبر حفل تدشين هوية «عكاظ» الجديدة وبالتحديد فقرة الساحر وهو يكشف هوية «عكاظ» الجديدة واللوغو العصري لها، وأشعر بـ«عكاظ» تجلس بيننا بأعوامها الستين وسورها وأشجارها، والجميع يلتف حولها ويحتفي بها بدءًا برئيس مجلس إدارتها عبدالله صالح كامل ورئيس تحريرها الأستاذ جميل الذيابي وحتى أصغر المحررين والكتّاب ذكورا وإناثا.

وحين يقول الجميع وقفنا على ناصية الحلم فهم على الغالب لا يعنون ذلك بمعناه الحرفي إلا أنا فأنا وقفت وعبرت رصيف «عكاظ» سنوات طويلة ذهابا وقدوما للمدرسة.

حفل مهيب حضره مجموعة كبيرة من قامات إعلامية سعودية وتم تكريم مجموعة أيضا من الهامات والقامات. ليلة رائعة من مستقبل «عكاظ»، و«عكاظ» أن تكون أولاً.

May_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@